كلمة حق عند والدٍ جائر!
خرج أبو وليد مزمجرا كعادته من منزله صباحاً, وصياحه يملأ البناء ضجيجاً, وقد بدت عليه هذه المرة علائم الغضب الشديد جداً والمحتلف عن كل مرة, فعلا كان مختلفا هذا النهار بشكل غريب.
ومن حسن حظه أن والدته تقطن في هذه العمارة أيضا,وقد رج صوته العالي أركانها و هدوء المكان الفسيح ,فحرك فينا نوزاع الريبة والتعجب؟!
ربما لم تكن تلك المرة الأولى التي يصدح فيها صوته عاليا جدا,ليثير في نفوسنا الفضول وحب السؤال, لكنها المرة الأولى فعلاً التي تهطل فيها دموعه العصية, ولايتوقف عن الصياح حتى آخر الطريق.
لاأدري حقيقة على من يقع اللوم, فقد خبرت زوجته مجتهدة بطريقتها فهل لكل اجتهاد ثغرة؟ بكل الأحوال لولا مزاجه السيئ هذا النهار لما قفزت تلك الأسئلة الفضولية في ذهننا المتعب في تلك الأيام الصعبة.
مازالت جمله ترن في أذني:
-أغبياء مدللون لايعرفون معنى العمل
-لايعرفون سوى لغة هات , فلم لايتعلمون إصلاح مافسد في البيت؟
-لايعرفون شيئا في هذه الحياة , والبنات صبيان والصبيان بنات.
بدت جمله وكأنها امتزجت بروح اليأس وريحها العفنةو,ليصب جام غضبه على زوجته المذهولة دائما بتلك المفاجآت واانها من كوكب آخر .
ووقفز سؤالي بمواجهتي صائحا: هل تلك المصائب التي تعم حياتنا منبعها أخطاءنا؟
أجبت نفسي:
-ربما..
ذلك أن والدته فتحت له الباب كالعادة مبتسمة ومحاولة تهدئته بطريقته الدمثة جدا وكانها تحاول التفوق على زوجته في مهمتها الآن!.
استاذنت مواربة وجهي أريد الانصراف , وتأجيل استشارتي لها في ذلك الوقت فقد خبرتها متوازنة ورزينة في معظم الامور.
وقد كنت أدري أن المفاتيح لن تكون في يد واحدة لكن الأقفال الكثيرة جديرة بالمحاولة بأكثر من مفتاح...هكذا كنت أحدث نفسي حينها..
دوما يتعانق القديم مع الجديد فلابناء بلا أساس , وقد كانت أساس العمارة التربوي بجدارة رغم أنف المستنكرين.
أشارت لي بأن امكثي قليلا , لاضير وأنصرفتْ معه في غرفة جانبية تحدثه همسا..
خرج بعدها مبتسما كعادته قائلا بصوت عال أيضا:
-إنهم صنع أيدينا فلم نلقي اللوم على غيرنا؟؟؟.
ندفع ثمنا باهظا متأخرا وننسى انهم زرعنا وحصادنا المر..
مضى بثقة كبيرة..
ريمه الخاني 2-8-2012