في زمن الضياع - وفي زمن العصيان - وفي زمن محاربة الخالق بمعاصينا - كل يوم يخرج علينا اقوام بما هو جديد
بأسم المدنيه البائسه - والاخلاق الهالكه - دعاني صديق-
الى احدى الاماكن بحجه ان نأخذ سويا حماما دافئا وان نغير من نمط الروتين قليلا -
ذهبت اليه شاهدت - مسبحا ضخما يحتوي على جميع الوان الطيف - من اطياف العهر والانسلاخ الخلقي بكل فنونه - نساء عاريات والذي لفت انتباهي ان صدر المرأه في زمن العولمه والعهر استثنوه من ان يكون عوره - فبات الصدر امرا عاديا مثله مثل كعب القدم -
ولا بأس في ذلك - شاهدت اشباه الرجال لا يأبهون لنسائهم
ولا بأس ان نامت زوجته على بطنها امام الملاء وحضر احد
الموظفين ليقوم بتدليك ظهرها وهو ينظر اليها مثل الخنزير القابع على كومة من الزباله والاوساخ -
شاهدت فتيات في مقتبل العمر - لا يستر عوراتهن شيء - منظر قبيح ومؤلم - ترتع هؤلاء الفتيات حول آبائهن بكل مرح وسرور
والوجبات السريعه تتساقط على الارض - وكؤؤس الخمر تتراشق هنا وهناك
تذكرت اطفال الحجاره - اطفال غزه ومنابت العزه - لا يجدون ما يسد رمقهم - خطر في بالي سؤال وجهته لصديقي - وصديقي هذا هو المدير العام لهذا الصرح - والسؤال كان سخيفا في نظره - قلت له كم حجم الزباله التي تخرج من عندكم يوميا - نظر الي بدهشه وقال ما هذا السؤال - قلت له فقط للاستفسار ؟
قال والله اطنان تخرج يوميا - قلت له - هذه الاطنان طبعا مليئه ببقايا الطعام والشراب - قال نعم -- قلت حسبي الله ونعم الوكيل
قال ما بك يا عرموش قلت لا شيء - تذكرت اطفال جياع في وطني واطفال جياع في فلسطين وغزه - فضحك وقال هذا ما لفت انتباهك - قلت نعم - هذا ما لفت انتباهي وتدري ما اتمناه الان قال ماذا - قلت له ان اذهب الى سيارتي واخرج البمب اكشن وانزل فيهم حصد واحد تلو الاخر - فضحك - فقلت له والله هذا ما اتمناه في هذه الساعه -
طبعا لم آخذ الحمام الذي اتيت من اجله - رأيت عالما مختلفا عن عالمنا - لم نفكر يوما في هذا العالم - ولكنه للاسف موجود بيننا
ومن يحيي هذا العالم اسمائهم مثل اسمائنا محمد واحمد وعمر وعبدالله -
سالته من يدخل هذا المكان -- قال لا يدخله الا صفوة القوم واصحاب الجيوب - كم يدفعون مقابل هذا البغاء - قال كل عائله تدفع بحدود ال 5 الاف دينار سنويا طبعا الاشتراك لا يشمل اي مصاريف في الداخل -
اخواني هذا مكان واحد فقط - فالاماكن باتت كثيره - ولكن هذا المكان يتميز عن غيره بانه ألغى حماله الصدر للنساء حتى يأخذ الجسم كله اللون البرونزي البراق --
انتظروني في العام القادم لاكتب ان وجد شيء اخر تم ألغاوه -
لا اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل