لكم أيها الشعراء الكرام خير التحية وخير التقدير:
**************
مقاطع أخرى من قصيدة طويلة بعنوان (من قال إن الحب مات)، ألقيت في ذكرى رحيل نزار:عظَّمَ اللهمَّ أجركْ ... ولنا منكَ العزاءْ ... ولآلِ الشعراءْ ... أيها الميّتُ حيّاً
ولهُ طولُ البقاءْ ... دونكَ الموتى من الأحياءِ فانعِ ... أدعياءَ الشعرِ زوراً
وطواحينَ الهواءْ ...شاعرَ الحبِّ سلاماً ... ما جرى للشعرِ بعدك ؟؟؟ آهِ كم كانَ أليفاً وحميّا ... كانَ كالخبزِ بسيطاً وشهيّا ... كان كالدمعِ دفيئاً وسخيّا ... كم شربنا قهوةَ الصبحِ معهْ
كم ضحكنا وبكينا ... وتهجيّنا الهوى حرفاً فحرفا ... وانكسرنا طائعينا ...
كم قطفنا من نجومهْ ... وزرعنا صدرَ من نهواهُ فُلّا ... كم سكرنا من كرومهْ ... ورأينا الكونَ أحلى ... وانتحلناه وكنّا المدَّعينا ...
عُدْ الى الشعر نَعُدْ ... عُدْ أيها الصوتُ الذي ... هيهاتَ تحويهِ الضفافُ ...
كالفراشاتِ يطيرْ ... فوقَ متنِ الغيمِ يسري ... وارتعاشاتِ الأثيرْ ... فجناحٌ
من عبيرٍ ... وجناحٌ من حريرْ ... أيها الحرفُ الأميرْ ...
يا غريبا أطبقَ الجفنَ على حلم الوطنْ ... كم حملنا لتكايانا النذورا ...
كم تعبّدنا الطواغيتَ ... وأحرقنا البخورا ... ومشينا في حمى الجدرانِ ...
نستجدي الأمانْ ... أيها الصوت الذي هزَّ الظلامْ ... سفّه الاصنامَ أزرى بالعروشْ ... أولُ الناعين منَّا ... لطغاةٍ وطَغامْ ... يقف الخلدُ على أعتابهِ ... يُغضي الزمانْ ...
إيه يا موتُ تجمّلْ ... كنْ بهِ اليوم حريّا ... وانسلِ الأشواقَ رفقاً بفؤادهْ ...
والهوى غَضّاً نديّا ... وأعدْ فيروزَ عينيهِ ... إلى لُجِّ البحارْ ...
والسنى للبرقِ أجراسَ المطرْ ... غُرّةَ الصبحِ الجميلْ ... شهقةَ النجْماتِ
عند المنحدرْ ... ولترتلْ ربّةُ الإلهامِ وحيهْ ... جوقةُ الأطيارِ في ركبِ المغيبْ
ولتشيعْهُ الطيوبْ ... فوقَ أكتافِ الدوالي ... ومِخدّاتِ الزَهرْ ...
شاعرَ الحبِّ دمشقُ الشامُ تُهديك السلاما ... مُرَّ بالبيت القديمْ ... فالعريشاتُ أُوامى
ومرايا الياسمينْ ... هرهرتْ أقمارَها عاماً فعاما ... والبنفشى (لستُ أوصيك) حبيبي
والخزامى ... وسماءُ الفستقيّة ... ملعبُ النارنجِ مرآة النجومْ ... نذرتْ عن لغوها الحلو صياما ... قطةُ السطحِ الكسولُ ... لم تذق بعدُ طعاما ... فحراماً نورَ عينيَّ حراما ... والعصافيرُ وبنتُ القبّراتْ ...
بَعُدَ الشرُّ تُفدّى يا نزارُ ... أنتَ ذا ملءُ العيونِ ... والهوى والأغنياتْ ...
لم أصدقْهم حبيبي ... دمتَ لي ... من قال إن الحبَّ ماتْ ؟؟؟