القسم الاول: من الأسئلة والجواب عليها
س1 ماذا كان هدفك من الكتاب تحديدا وهل اتى ثماره كما بحثتوارتايت؟
من الضروري في البداية البيان أن مرجعية الأسئلة (رقم الصفحات) وفق الأسئلة المطروحة هو (الطبعة الخاصة : هدية شركة السماح عام 2009) .. وأرقام الصفحات هذه ستكون قريبة من أرقام الطبعة الثانية (العادية .. توزيع دار الفكر 2009) .. ولذلك فإنني سأعتمد في إجاباتي على الإشارة إلى المعلومات الواردة في الكتاب وفق هاتين الطبعتين دون سواهما من الطبعات.
والآن أعود إلى سؤالك الأول يا أخت أم فراس عن هدفي من الكتاب .. فقد بينت في الصفحة ( 14-15) أن الدافع الأول لي من تصنيف وجمع الأفكار الواردة في الكتاب على مدى سنوات عديدة كان تعليم نفسي .. وعندما عرضتها على الأصدقاء والمهتمين شجعوني على نشرها فكانت كتاباً .. وأصبح لي أمل جديد هو أن يصبح قارؤه أكثر فعالية في حياته من خلال التقاط بعض الأفكار المفيدة له على مستوى الحياة الشخصية أو فيما يستطيع تقديمه لمجتمعه.
هل آتى ثماره ؟ .. نعم .. ويدل على ذلك ما وصلني من رسائل .. وقد انتشر الكتاب أكثر مما توقعت ولاقى اهتماماً جيداً ولكن طموحي هو أن ينتشر أكثر ويصل إلى الشباب أكثر .
س2 مارايك بكل من اهتم بالمجال المغاير او المواجه لاختصاصه وكانهأضاف شيئا جديدا لاجندة مهاراته او ثقافته كعطاء لا كإلمام ثقافي؟.
هل من الممكنان نعطي عبر عدة اختصاثات وقنوات ثقافية مادام لدينا النية اولا؟.
كأنما تقصدين يا أخت أم فراس جمعي بين عملي كمهندس واهتمامي بالفكر والكتابة .. أنا أرى أن هذا الأمر طبيعي .. فمهما كان اختصاصنا فيجب ألا يمنعنا من الاهتمام بقضايا مجتمعنا وعدم إهمال ثقافتنا العامة .. وهناك على الدوام أمور مطلوبة من كل الاختصاصات .. اللغة .. الكومبيوتر .. لغة أجنبية .. وتعلم كل ما يتعلق بعيش حياة صحيحة .. هذه الأمور العامة يجب ألا تكون محصورة في المختصين بها بل باهتمام الجميع. وقد حصل مراراً أن قدم غير المختصين كالمهندس مالك بن نبي في قضايا الحضارة والمجتمع ما لم يقدمه غيره من المختصين وهذا يعود إلى القراءة والاطلاع والجهد المبذول في البحث .. ناهيك عن أن طريقة التعليم في جامعاتنا أصبحت مانعاً من إبداع أية فكرة جديدة بل هي تعقم كل من لديه في الأصل قدرة على الإبداع وتخنق هذا الإبداع فيه غلا من رحم ربي وقليل ما هم .. وكم هم قلة أولئك الذين قدموا شيئاً جديداً في الشريعة مثلاً إذا كانوا من خريجي كلية الشريعة أو من قدموا أدباً رفيعاً من خريجي كلية الآداب.. إن أبا تمام والمتنبي وأمثالهما من أعلام الشعر العربي لم يرتادوا كلية في الآداب .. وكذلك الشافعي وأبو حنيفة ومالك لم يحصل أحد منهم على دكتوراه في الشريعة والفقه .. إن السر دوماً هو في كلمة (إقرأ).
س3 في مقدمةالكتاب : فكرة قبول الآخر:
فما فائدة أن نقتنع بضرورة قبول الآخر والتعاون وتبادلالمصالح معه ما لم يكن لهذا الآخر الموقف نفسه؟ .. وما جدوى ان نعتمد في مفاوضاتنامبدا ( الجميع يكسب:Win- Win) إذا كان غيرنا لايفهم إلا المعادلة الصفرية( Lose-Lose ) وسحق المنافس ودحره؟
هنا نجدك تطرح مبدا جديرا بالبحث تماما فما نحن نوافق عليه انه يجب اننتقبل الآخر بكل مافيه كي نبحث عن قنوات حوار منها ننطلق , ولكن في حالمحاولةالطرف الآخر السيطرة فكيف نكرس المبادئ بعدها اللاعنف عدم الانحياز وووو ارجو تسليطالضور هنا حصرا.
هذا صحيح .. وأردت أن أقول أن هناك أفكاراً لا ينفع دائماً أن نقتنع بها وحدنا بل يجب أن نشارك بها نظراءنا في الحياة .. فلا ينفع جيداً أن نقتنع بمبادئ من قبيل - التعاون والثقة واللاعنف وربح الجميع وقبول الآخر - ما لم يفهم الآخر أهمية التعامل معه بهذه الطريقة .. فهذه القيم قيم تبادلية تحتاج لطرفين مقتنعين بها لتنجح .. صحيح أنه يجب أن نبادر ونبشر بها .. ولكن من المفيد إيصالها إلى الآخرين لينجح التعامل.
س4 تظهر على السطح في عالمنا سهولة تناول عالم الثقافة بالبحثوالدراية حتى ان الاهتمامات الثقافية طالت حتى غير الحاصلين على الشهادات العلميةالاختصاصية
وهؤلاء قد قدموا حقيقة الكثير ولديهم الامكانات الكبيرة والطاقاتالواضحة لذلك مارايك بهؤلاء حصرا؟.
لا علاقة للشهادة العلمية الاختصاصية بإمكانية تقديم شيء جديد أو إبداع فكرة أو القدرة على فهم الأمور وتحليلها .. فأنا أعرف اصحاب شهادات عليا (علمية) ما يزالون يؤمنون بالخوارق والخرافات والأبراج وشطحات الأولياء وغيرها من الأوهام .. القراءة والقدرة على ربط الأمور وتحليلها (استخدام العقل في التفكر) هو ما يميز المثقف عن غيره من الناس وليس الشهادة التي يمكن الحصول عليها بحفظ المعلومات وتكرارها.
وربما تعرفين كما أعرف سيدات دمشقيات لم يحصلن على شهادة عليا ولكنهن قدمن كتباً عديدة وبحوثاً رائعة يستفيد منها المختصون .. وأحياناً لا يستطيعون هؤلاء المختصون استيعابها !!.. وكل ذلك بسبب إصرارهن على القراءة وتعليم أنفسهن .. وقد استفدت مما كتبن وقدمن واتشرف بمعرفتي بهن.