اسم طفلك دليل انتمائك
د. فايز أبو شمالة
اسم "نوعه" من أكثر الأسماء اليهودية انتشاراً للعام 2013، اسم له عمقه التوراتي، وله علاقة بميراث البنت، ويليه في الانتشار اسم "شيره"، وتعني قصيدة أو أغنية أو نغم، وهو اسم مأخوذ من كتاب اليهود المقدس "التناخ"، وهكذا مع بقية الأسماء العشرة المحببة لدى اليهود لهذا العام، مثل "تمار، تاليا، مايه، وياعل، ساره، أديل، أياله، وميخال".
اسم "مريم" كان من أكثر الأسماء العربية انتشاراً لدى الفلسطينيين لهذا العام 2013، داخل حدود دولة الصهاينة، واسم مريم ورد ذكره في القرآن الكريم، ولكن الاسم الذي يليه في الانتشار كان لين، رهف، ليان، ريماس، حلا، وهي أسماء بلا ذاكرة تاريخية إسلامية كما أزعم، ليظهر الاسم السابع وما يليه بعمق تاريخي وديني، مثل نور، بيسان، ملك، وآية.
اسم "نوعم" من أكثر أسماء الذكور اليهود انتشاراً للعام 2013، وهو اسم عبري يعني بالعربية الحنان ةالرقة والسماحة والنسائم والأدب، وهذا الاسم مأخوذ من كتاب اليهود الديني "التناخ"، وهو يمثل الناس المتمسكين بالأرض، الرابضين على حدود التاريخ، والواقعين، لذلك أقام اليهود سنة 1955 مستوطنة باسم "نوعم" تبركاً بهذا الاسم اليهودي، يليه في الأسماء "أوري" شخصية توراتية، "أوري بن حور" ويعكس الاسم أصحاب الشخصيات القوية ذو العزيمة، الأقوياء المتمردين، ثم يليه اسم يوسف، دافيد، يهوناتان، دانيئيل، أريئيل، موشيه، وإيتان، وكلها بلا استثناء اسماء يهودية توراتية وردت في كتاب اليهود المقدس "التناخ".
اسم "محمد" من أكثر الأسماء العربية انتشاراً في دولة الصهاينة للعام 2013، وهم عنوان الانتماء للعقيدة الإسلامية، ويليه اسم أحمد، ثم يوسف، آدم، عبد، عُمر، علي، محمود، وأمير. وجميعها تحمل بصمة العقيدة الإسلامية.
إن الاسماء الأكثر انتشاراً بين الناس تحاكي مخزون الوعي لديهم، وهي تعبير دقيق عن الفكر الذي يأخذ بألباب المجتمع، والأسماء تحاكي القناعة السياسية، لذلك فإنني استنتج من الأسماء الأكثر انتشاراً حقيقة الصراع القائم على هذه الأرض المقدسة، إنه صراع عقائدي، وإن ألبسه بعض الفلسطينيين ثوب السياسة لغرض في النفوس الضعيفة.
لقد ظهرت العقيدة في الأسماء العربية على أرض فلسطين المغتصبة سنة 48، لأنهم الأكثر قرباً من اليهود، والأكثر احتكاكاً بهم، والأكثر دراية بشخصية اليهودي، والأقرب إلى التحدي اليومي في تعامله، لذلك كانت المنافسة المباشرة التي انعكست على الأسماء، جاء ذلك رغم نجاح الصهاينة حتى اللحظة في تقسيم الفلسطينيين على أرض فلسطين إلى ثلاثة تجمعات سكانية موزعة على الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطيني الأرض المغتصبة سنة 48.