امرأة هذا الزمان
امرأة هذا الزمان..
أوصدت باب تاريخه..
وكتبت قصته..
في ورق المرحاض..
بدم الحيض..
تحت عنوان:
ما أرخص الإنسان..
في السوق العالمية..
كانت مقدمتها:
العزف على أحداث العصر..
والمدخل:
أطباق من جميع المطبوخات..
المرئيات...
المسموعات...
الملموسات...
الملبوسات...
كلها فكر عاهر..
والحبكة:
بشر...
عطشى للجنس..
والعقدة:
حمار ينهق
في آذان الكلمات...
حل العقدة:
قل ما شئت..
لقد أعدموا الحياء..
قالوا...
أن للأرض دوران..
لم يقولوا...
أن للقانون دواران..
وأن كل الاجتماعات..
تنعقد على التزوير..
وأصحاب...
التمويل المجهول..
يُألفون..
يُخرجون..
مسرحيات...
فتتحرك الأدوار..
وينقشع..
الديكور..
المكياج..
الأزياء..
الأكسسوار..
فينخدع الجمهور..
وتراه يُصفق...
ثم يصفق عاليا..
والعالم ثعلبي البنية..
يُعلم الإنسان..
كيف ينجو من الفيضان..
ولكن...!
يغرقه في كوب..
امرأة هذا الزمان..
أوصدت باب المذكر..
عندما شنقوا الرجال..
وتربعت فوق الكراسي..
لتقول...
أنها أصبحت بلقيس..
لكنها لن تتزوج سليمان...
أو...
كليو باترا...
انتهى زمن الفراعنة..
والشمس لم تعد تشرق..
على سبأ...
لذلك أوصدت باب التاريخ...
واعتلت المنصة..
لتغني..
أغنيتها المتبرجة..
سوف أحكمك..
أيها المذكر الرخيص...
وفي آخر دوران..
الأضواء الكاشفة..
بكل الألوان..
يُصفق لها هذا الرخيص..
ربما يُزغرد..
وتفتح أبواب..
الخروج...
ليعود..
إلى فراشه..
وآذان الفجر..
يٌهلل...
ومع الظهيرة..
تُصلى عليه صلاة الجنازة..
وبعد هنيهة..
يُطمر في مقبرة..
وينتقل إلى عالم..
... جديد...
*****************
بقلم: محمد معمري