ومضة من "الكواكبي" : السواك!!
في برزخ بين هجر الكتابة .. والاستمرار .. وقفت – في كناشتي - على هذه الومضة .. عن السواك .
(وهذه مسألة السواك مثلا،روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها أنه قال :"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ". فهذا الحديث مع صراحته في ذاته أن السواك لا يتجاوز الندب،جعله الأكثرون سنة،وخصصه بعضهم بعود الأراك،وعمم بعضهم الأصبع وغيرها بشرط عدم الإدماء،وفصّل بعضهم أنه إذا قصر عن شبر (..) كان مخالفا للسنة. وتفنن آخرون بأن من السنة أن تكون فتحته مقدار نصف الإبهام ولا يزيد عن غلظ الأصبع،وبين بعضهم كيفية استعماله فقال :
يسند باطن رأس الخنصر،ويمسك بالأصبع الوسطى ،ويدعم بالإبهام قائما. وفصّل بعضهم أن يبدأ بإدخاله مبلولا في الشدق الأيمن،ثم يراوحه ثلاثا،ثم يتفل،وقيل يتمضمض ،ثم يراوحه ويتمضمض ثانية،وهكذا يفعل ثانية.
واختلفوا في أوقات استعماله في اليوم مرة أو عند كل وضوء،أو عند تلاوة القرآن أيضا،حتى أن البعض صاروا يتبركون بعود الأراك يخللون به الفم يابسا. والبعض يحددون له كثيرا من الخواص،منها أنه إذا وضع قائما يركبه الشيطان،والبعض خالف فقال : بل إذا ألقي يورث لمستعمله الجذام.
وكثير من العامة يتوهم السواك بالأراك من شعائر الإسلام.
إلى غير هذا من مباحث التشدد والتشويش المؤديين إلى الترك،على عكس مراد الشارع عليه السلام من الندب إلى تعهد الفم بالتنظيف كيفما كان){ ص 98 – 99 ( الدكتور عبد الرحمن الكواكبي : بحث في دعوة الكواكبي إلى الاشتراكية الإسلامية : "مبادئ العدالة الاجتماعية في الإسلام" رسالة دكتوراه في العلوم الاقتصادية ،باريس،1951 ص 253}.
هكذا وجدت المعلومات في كناشتي.
استومضها لكم : س/ محمود المختار الشنقيطي