[ حصريا ولأول مرة - كما وعدنا ]
|العبيد السود "الأفارقة المسلمون" في أمريكا| .. الحلقة [9]
--------------------------------
تاريخ منسي لإخواننا الأفارقة الذين تم إستعبادهم في امريكا من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر.
_______________________
... سيرة أيوب بن سليمان رحمه الله ...
في أثناء إقامة أيوب في انجلترا كتب بخط يده ثلاث نسخ من القرآن الكريم من حفظه! وتمنى أحد الأوروبين أن ينصّره فأعطاه نسخة من العهد الجديد باللغة العربية ولكنه لم يعبأ بذلك وهو المسلم الذي يحفظ كلام الله في
شأن عيسى بن مريم عليه السلام أنه عبد الله ورسوله, ولم ينته الأمر عن ذلك بل أخذ يناظر النصارى أنفسهم ويستشهد عليهم من كتبهم ويكلمهم عن التوحيد.
ذاع صيت أيوب بن سليمان في إنجلترا ونال حظوة كبار البلاط الملكي وقابل العائلة الملكية, ونال أيوب رحمه الله حريته تماما عام 1734 م.وفي يوليو 1734 وصل أيوب إلى غامبيا, وأتاه نبأ وفاة والده وأن مدينته "بوندو"
تعرضت لحرب قاسية لم تبق منها حتى بقرة حية!, ومع ذلك اتجه أيوب رحمه الله إلى مدينته , ولما دخلها أخذ بزمام فرسه يرقص به فرحا وأطلق بعض الأعيرة النارية في السماء لما رأى أولاده على قيد الحياة وبخير وصام شهرا كاملاً وفاءا لنذر قد قطعه على نفسه إن هو نجا.وعاش أيوب عمرا مديدا حتى مات عام 1773 م.
وصفه توماس بلويت بأنه كان شجاعا قويا ذو ذاكرة حاضرة قوية جدا وذهن صافٍ وكان غاية في التدين وكان حلو المحادثة لطيف العبارة رحمه الله, وكان ايضا عبقريا في منتهى الذكاء حتى أنه كان يرى بعض الآلات الميكانيكية المتعطلة عن العمل مثل ساعة مثلا فيستطيع ان يصلحها دون الرجوع إلى توجيه من أحد!
ويضيف توماس إضافة رائعة جدا تدل على مدى تدين أيوب وسرعة بديهته, يقول : "وكان ينفر بشدة من الصور بكافة أنواعها لحد أنه بصعوبة بالغة ان يحضر لأجل ان تُرسم له صورة, وأكدنا له أننا لا نعبد أي صورة وأننا فقط
أردنا أن نبقيه في أذهاننا وليس لسبب آخر.
ووافق أخيرا أن يتم رسمه وقد رسمه أحدهم اسمه "وليام هوار" ولما انتهى "هوار" من رسم وجهه, سأله عن ملابسه التي يحب ان يظهر بها وتكون في الصورة, فرغب "أيوب" ان تكون ملابسه الأصلية الأفريقية في موطنه , فأخبره "هوار" أنه لا يمكن أن يرسمها مالم يراها او تُوصف له , فهنا قال "أيوب" – في سرعة بديهة وتدين عميق – إذا لم تكن تستطيع أن ترسم ملابس لم ترها قط , فكيف يفترض بعضكم من الرسّامين أنهم
رسموا الله "الرب" الذي لم يره أحد .... !!!
رحمه الله رحمة واسعة , والكلام عن أيوب بن سليمان يطول واكتفي بما ذكرته والله أعلم