أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / عبد الله فتحى العبادى
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄
كان السؤال عن الفرق بين ( الكتاب .. القرآن .. التنزيل )
تم الجواب منفرداً عن الفرق بين ( الكتاب و القرآن )
• الآن :◄ الفرق بين ( الإنزال و التنزيل ) ؟

♦ الجواب :◄
ما الفرق بين نزّل و أنزل ؟
• قسم غير قليل يفرق بينهما أنه :◄
1 • نزّل •←• تفيد التدرج و التكرار
2 • وأنزل •←• عامة
ويستدلون بقوله تعالى :◄
• ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ) وقالوا ل•←• أن القرآن نزل منجماً مفرقاً
و التوراة والانجيل أنزلتا جملة واحدة فلهذا فقال أنزل .
لكن هناك مَن ردّ عليهم هذا .... كيف ؟
ردوا التدرج بقوله تعالى:◄
• ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً )
إذاً •←• كيف ( نزّل ) قالوا عنها لأن القرآن الكريم نزل منجماً فهى تفيد التدرج .. وكيف الآيه تقول ( نزّل ثم تقول جمله واحده ) ؟
إذاً :◄ هناك شئ آخر ...
• لاحظ :◄
• أنزل •←• عامة سواء كان متدرجاً أو غير متدرجاً ،
كلمة ( أنزل ) لا تختص بالتدرج و لا بدون تدرج .
السؤال •←• يقولون الإنزال عام لا يخص التدرج أو غير التدرج
لكن التنزيل •←• هو الذي يخص التدرج ،
• لفظه ( نزّل ) الذي فيه التدرج :◄ تجدها فى سوره القدر
• ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )
• أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة ،
• هناك مراحل لنزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ
إلى السماء الدنيا ثم نزل منجماً .
فلهذا •←• ردوا التدرج في نزّل وقالوا
• (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً )
• هذا ليس فيه تدريج •←• ( لولا هنا من حروف التحضيض ) .

• لكن الذي يبدو أن الفرق بين ( نزّل و أنزل )
• أنه نزّل •←• تفيد الاهتمام
• نظير وصى وأوصى .. وكرّم وأكرم
ففي المواطن التي فيها توكيد و اهتمام بالسياق يأتي •←• بـ ( نزّل ) والتي دونها يأتي •←• بـ (أنزل).
♣ أمثلة:◄ لاحظ
قال تعالى في الأعراف :◄
• ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم
مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ )
وقال في يوسف
• ( مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )
وقال في النجم
• ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى )
• ننظر السياق :◄
1 ــ في الأعراف •←• فيها محاورة شديدة حيث قال
• ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )
• ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ )
• فيها تهديد، كلام شديد من أولئك
• كيف تتركنا نترك آلهتنا ونعبد الله ( سبحانه ) فقال•←• (نزّل).
2 ــ في سورة يوسف قال تعالى
• (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )
• لم يردّ عليه السجينان وليس فيها تهديد
• إذاً :◄ الموقف يختلف عن آية سورة الأعراف فقال •←• أنزل .
3 ــ في النجم
• ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى )
• لم يردّوا عليه ولم يكن هنالك محاورة ولا تهديد ،
• إذاً :◄ الأشد ( نزّل )، •←• هذا أمر .
• إذاً :◄ نزّل آكد و أقوى في موطن الاهتمام أشد من أنزل

♣ ثانياً :◄
• في سورة يوسف عليه السلام قال تعالى
• ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )
• السؤال :◄ هذا إنزال أم تنزيل ؟
• هذا إنزال
• ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) •←• أنزل هذا الخبر ،
أنزل هذه القصة •←• لأنها كانت مجهولة عند العرب أصلاً
• لذلك رب العالمين عقّب عليها
• ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ )
• ( وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) •←• ما كان معلوماً

♣ ثالثاً :◄ قوله تعالى
• ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ ) •←• سوره النساء
• ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) •←• سوره الإسراء ... ما الفرق ؟
• الآن فى النساء •←• ( نَزَّلَ و أَنزَلَ )
• وفى الإسراء •←• ( أنزَلَ و نَزَل )
نعرف أن ( فعّل ) قد تكون للمبالغة و الاهتمام مثل وصّى وأوصى،
• القرآن يستعمل ( وصّى ) في أمور الدين، ( كرّم و أكرم ) .
• ولذلك نلاحظ مرة ربنا يقولتعالى :◄
• ( مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) ومرة
• ( مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ )
ولو لاحظنا ونظرنا في السياق نجد أن :◄
ما ذكر فيه •←• نزّل أشد .
مثال في الأعراف:◄
• ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ )
• لاحظ المجادلة و المحاورة بينهم .
في يوسف قال تعالى :◄
• ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
• ليس فيها حوار ولا اعترضوا عليه ولا شي، فرق كبير بين الموقفين .
• في آية الأعراف الرد و المجادلة و المحاورة قال •←• نزّل
وفيما هو أقل من ذلك قال •←• أنزل .
• إذاً :◄
قد تكون نزّل للتدرج في مواطن و قد تكون للاهتمام في مواطن أخرى.

♣ سؤال :◄ في قوله تعالى
• ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) .. الإسراء) ؟ كيف نفهم هذه الآيه ؟
• الحق الأول غير الحق الثاني . الكلام عن القرآن .
الحق الأول •←• هي الحكمة الإلهية المقتضية للإنزال
يعني :◄ هذا الوقت هو الوقت المناسب للإنزال ،
• الحكمة تقتضي أن ينزل في هذا الوقت. ( القرآن الكريم )
أما •←• ( بالحق نزل )
• يعني •←• ما اشتمل عليه من العقائد و الأحكام .
• الحق الأول هو الحكمة التي تقتضي الإنزال وهنا ما فيه ( وبالحق نزل ) هل اشتمل على الحق. أحياناً عندنا الآن وضع من الأوضاع يحتاج إلى إصلاح والناس كلها تقول يحتاج إلى إصلاح إذن الوقت مناسب للإصلاح لكن من يتقدم للإصلاح ؟
هل بالضرورة أن كل من يتقدم للإصلاح يكون هو صحيحاً ما جاء به ؟
لا ليس بالضرورة .
ذاك حق الوقت لكن هذا الحق فيما يأتي به، في الأحكام التي تأتي. القرآن ذكر أمرين (بالحق أنزلناه) بالوقت المناسب،
الحكمة التي اقتضت إنزاله في هذا الوقت.
ثم ( وبالحق نزل ) •←• ما جاء فيه هو أيضاً حق، •←• نزل بالحق.
مثال :◄
• كنت أضرب دائماً مثلاً لو أحد سب آخر من حقه أن يشتكي عليه إذن حاجته إلى المحكمة كانت حقاً، لو الحاكم حكم عليه بالإعدام ليس بالحق • إذاً :◄
بالحق يذهب إلى المحكمة لكن ليس بالحق الحكم، هناك فرق بينهما.
• إذاً :◄
هنا ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ )
الحق الإلهي في التوقيت وفي الكيفية وفي الأداء ؟
وبما فيه من الشرائع والأحكام.
• لكن المعنى في الفعل أيضاً أنزلناه و نزل ،
سؤال :◄ ليست تعني أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؟
مهما كان لكن المهم الوقت كان مناسباً.
• في صيغة أنزلناه و نزل،
هو في الحالين الله أنزله، في الحالين نزل
سؤال :◄ لكن لِم لم يقل بالحق أنزلناه وبالحق أنزلناه أو وبالحق نزل ؟
• وكأنه نوع من أنواع لفت الانتباه إلى اختلاف المعنى.
أحد الآراء كان يقول في نزّل و أنزل
أن أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ونزل من السماء الدنيا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بغض النظر عن الناحية الشرعية
• لكن الناحية اللغوية لا تفيد كثيراً
لكن كما ذكرت نزّل تفيد التدرج و الاهتمام
وأنزل تفيد جملة واحدة ودرجة اقل من نزّل ؟
هي عموماً هكذا لو أردنا أن نبحث في فعّل و أفعل
تحتاج منا إلى حلقتين لكن يختلف الأمر كثيراً .
• إذاً :◄ فى كل موضع لها دلاله معينه تخدم السياق
• تفيد التدرج و الإهتمام
• تفيد أنه أُنزِل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا
• عموماً ( أنزل •←• عامة سواء كان متدرجاً أو غير متدرجاً )
• و ( نزّل •←• آكد و أقوى في موطن الاهتمام أشد من أنزل )
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• معذره على التطويل لكن السؤال جد مهم

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي