أُمَّاهُ ربي خالقي وصاني
/////////////
شعر / صبري الصبري
/////////////
قالوا بيوم الأمِّ : أين بياني
للأم .. شعرا في سنا ديوانِي
قلت : القصائد للأمومة ينبغي
أن تقرؤها طيلة الأزمانِ
لا تجعلوها في الحياة قصيدةً
ثكلى تبوح بلهفة اللهفانِ
فالأم بستانٌ بديعٌ مثمرٌ
عذبٌ رطيبٌ طيبُ الأفنانِ
حلوٌ جميلٌ مزهرٌ مستغرقٍ
في الحسن والحسنات والغفرانِ
سهلٌ قريبٌ طاهرٌ متطهرٌ
متقاربٌ متوددٌ للجاني
أماهُ ربي خالقي وَصَّاني
بكتابه بالبر والإحسانِ
بالوالدين على الدوام فليتني
أماهُ أحظى بالرضا الربَّاني
برضاكِ عني يا حبيبةُ أستقي
رضوان ربي الواحد الديانِ
مهما أقول عن الحنونةِ لم أزلْ
أحيا مع التقصير والنقصانِ
وأنا صغيرٌ كم سَهِرْتِ إن صحا
جفني بليلِ الخائف اليقظانِ
لأنال منكِ سكينةً وسلامةً
بهجوع نومٍ حافلٍ بأمانِ
وإذا بكيتُ فلا ملاذ لدمعتي
إلاكِ أنتِ يا ملاذ جَنَاني
يا روحَ قلبي يا خلاصةَ مهجتي
يا مرفأي .. يا أجمل الشطآنِ
يا واحتي وسعادتي وسجيتي
يا نبضتي يا لهفتي وكياني
يا فرحتي يا بهجتي ومَسَرَّتِي
يا روضتي يا أجملَ البستانِ
يا جنتي في دنيتي وهدايتي
بالحق والآيات في القرآنِ
برضاكِ عني استقر بخيمةٍ
بالحور في الفردوس باطمئنانِ
وأنال من رب الأنام كرامةً
في جنة قدسية الرضوانِ
فرضاكِ عني غايتي ومسيرتي
في هذه الدنيا بكل تفاني
لازلتِ أنتِ في الضلوع حبيبتي
يا نور عيني يا ضيا وجداني
لولاكِ بعد الله تاهت خطوتي
بين الخطوب على الدوام أعاني
أماهُ يا رمز العطاء قصائدي
بالعجز باءت عن قصور بياني
ماذا أقول وذو المكارم قد قضى
بكتابه في محكم الفرقانِ
بعبادة التوحيد لله العلي
رب الأنام الواهب المنانِ
والبر كل البر للأم التي
نالت وصايا خالق الإنسانِ
والبر للآباء أيضا إنهم
أبواب جنات من الرحمنِ
ستظل أمي في فؤادي دائما
طول الحياة بنبضة الشريانِ
أدعو الإله لأجلها في قبرها
ليكون روضا من رياض جِنَانِ
وأروم وصلا من وصال حنانها
حين المنام برؤية الظمآنِ
لأرى ملامحها الحبيبة أرتوي
منها بشوق دافئ الأحضانِ
رباه فارحمها وأحسن نُزْلَهأ
يا ذا الجلال بجانب العدناني
وخديجة الكبرى وزهرا سيدي
وأبي كذاك خالق الأكوانِ
وجميع موتى المسلمين تحفهم
يا ذا الجلال برحمة الحَنَّانِ
صلى الإله على النبي وآله
ما الزهر لاح بأجمل الألوانِ !!