توارى الدّجى و الجهل عن سحنة الدهــر***ولاح الهدى و النور في وحشــة العصـر
فشمس الأمانــي قــد علت فــي سمائهـــا***و فاح الشذى بالمســك من نسمــة الذكــر
و فاضت حياض الرشد بالغيث و النـدى***و ضاءت قلوب الخلق بالسلــم و الطهـــر
و حاقــت برَمضــاء الجهالــــة نكبــــــة***و مالت دواعي الحقِّ ميـــلاً بـــذي شــــرّ
أتانا النبـــي المصطفــى خيــر شافـــــع***يفـك رقـاب الخلــــق مــــن ذلــــة الأســـر
مُحاطاً بوحــيٍ قد تعالـــى عـن الهــوى***وقلــبٍ صفـــا يدعـــو الأنـــام إلى الخيـــر
فمــــا أبهــــج الدنيـــــا بفجـــر هدايــــة***و مــا أسعــــد الأيــــام بالصــادق البـــــر
نبيٌّ سنـــا الإشـــراق مــن نور و جهـه***كمـا سنـــت الأنـــوار مــن ملمح البـــــدر
لـــــه بسمـــة لـــو أنّ حســـن بهائهــــا***كسا الصخر كان الصخر أبهى من الزهـر
و ينــأى عـن الأوزار تقـوىً و تنزهــــا***كنـــأي سمــــاء الله عـــن لجّــــة البحـــر
وأُعطيَ مِـــن مَنْـــحِ الإلــــه مناقبــــــا***و من أكـــرم الأخـــلاق قــد فــــاز بالغـــر
نبي الهــدى المبعــوث بالحــق مبشــــرا***و دعــــوة إبراهيـــــم مزهـــوّة البشـــــر
أقرّت لـــه كـلُّ العِــدى حُســن خلقـــه***و خَيْـــرُ المعالي مـــا أقــرّت ذوو الكفـــر
و زَفَّ لـــه الإســـراء أسنــــا حقائــــق***و هَــــلَّ عليـه اليسر من صاحب الأمـــر
ونـــال من الأمجـــاد أرقـى مراتــــب***و أُوتِيَ ما لـــمْ يؤتَ خلـــقٌ مــن الفخــــر
رســولٌ كريـــم فاض بالرشـد حلمــــه***كما فاضت الخيرات فيضـا لــذي شكــــر
أَغِثْني أبا الزهــــراء يا خير مرتجـى***لــردِّ البلاء الصّعْــــب مــن كربــة العسـر
بمــــاءٍ معيـــــن مـــن يديــــك رحيقــه***يُداوي غليـــل الهَيْـــف في موقف الحشر
عليـــــــك صـــلاة الله ثـــــمّ سلامــــه***بِعَدِّ حشـــود الخلـــق في البحــر و البـــر