كتب الأديب والناقد صالح أحمد عن قصة "يارا ترسم حلما " للكاتب سهيل عيساوي
قصة رائعة... تمزج بين الحلم والواقع... بل تجعل من الواقع حلما جميلا ... ومن الحلم واقعا مستقبليا مشرقا... لغة بسيطة شيقة... تمزج بين الشّفافية والطموح.. الشّفافية: ببساطة الألفاظ ، وقربها من العالم الإدراكي للطفل... ومن مخزونه اللغوي العام.. والطموح: بأن جاءت الكلمات على بساطتها بتراكيب تضع الطفل أمام تحد لنفسه.. "انا قادر على كتابة جمل كهذه" أروع ما في القصة خروجها عن المألوف.. بمعنى: الابتعاد عن التّنظير.. الابتعاد عن المثالية.. الابتعاد عن الخيالية المفرطة.. الابتعاد عن لغة الاملاءات (الفرض).. الخروج من عالم الأمثولة (على لسان الحيوان).. ولوج عالم الحلم الواقعي للطفل.. والتمحور حول الأنا المنشود (المأمول في عالم الأمنية والحلم) للطفل... حمل الطفل على عملية تفريغ ذاتي.. سكب المشاعر.. التعبير عن الذات الحالمة بصراحة وطلاقة.. تقدم للمعلم نموذجا لإمكانية حمل الطفل على التعبير عن الذات... في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المطالبة بضرورة حمل الطفل على التعبير عن ذاته، حلمه، خياله.. في سن مبكرة.. وعدم اعتراضه.. بل تشجيعه.. والتركيز على جمالية ما ينطق به (مهما كان بسيطا أو ساذجا) ما يجعله يداوم التفكير في ما يحلم.. ولا يخشى الحلم... وبالتالي لا يخشى التعبير عنه... فتح نافذة لتوعية الاطفال على حتمية الاختلاف: كلنا نختلف.. ولهذا أحلامنا تختلف.. وهكذا واقعنا وظروفنا تختلف.. وتفكيرنا يختلف.. ولكن يجمعنا أنّنا كلنا نحتاج كل إلى الآخر.. لأنه لا يوجد إنسان قادر على إتقان كل شيء..ما يجعله محتاج لغيره بالضرورة... كل مهنة ضرورية، مهمة، وقيّمة.. انتباه المعلم لهذه النقاط.. يثري حصة التربية... ويثري قدرات الطلاب على الحوار.. وعلى الاختلاف باحترام وتقبل.. كون الاختلاف طبيعي بل ضروري. الخاتمة.. قصة رائعة، تفتح مجال الحلم.. وتطوير الخيال للطفل.. تعلم الطفل ضرورة الاختلاف وحتميته.. وأن اختلافنا يطورنا. كل يحتاج الآخر.. هكذا يتقدم العالم؛ بالاختلاف.. الحلم جميل.. لا تخف من الحلم.. حلمك قيّم .. جميل عظيم.. تعال نتحدث عنه لنعرف كيف نطوره ونحققه.. كل مهنة مهمة.. مفيدة وقيّمة.. المهم أن يحبها صاحبها ويقتنع بها، ويحترمها، ويتقنها...