الدين ثورة وليس عمامة
ضرب بلال بن رباح قبل ألف وأربعمائة عام مثالاً رائعاً على الحقيقة الثورية للدين حين لامست حلاوة الإيمان شغاف قلبه فتحرر من رق العبودية غير مبال بالسياط وصنوف العذاب في رمضاء مكة اللاهبة بل استقبل كل هذه العذابات بكلمته الخالدة التي غدت مثلاً في التاريخ: "أحد أحد"
الترجمة المعاصرة لكلمة "أحد أحد" التي صدع بها بلال في وجه السادة والكبراء هي "حرية حرية" أي إنكم أيها السادة والكبراء لستم آلهة لتستعبدونني بعد اليوم إنما هو إله واحد مطلق في السماء..
الدين ليس لحيةً وعمامةً بل هو نور يلقي به الله في قلب المرء فيتحرر من الذل والصغار ويثور في وجه الظلم والاستكبار..
بهذا التعريف فإن غاندي في الهند أو الشابة الأمريكية ريشيل كوري أو مارتن لوثر كينغ أقرب إلى حقيقة الدين من كثير من المعممين الذين يسبحون بحمد الطغاة ويبتغون عندهم الوسيلة..
غاندي حين ثار على الاحتلال البريطاني في الهند وريشيل كوري حين قدمت إلى أرض فلسطين لتتصدى لجرافات الاحتلال بجسدها النحيل ومارتن لوثر كينغ حين ثار ضد التمييز العنصري في أمريكا كانوا يقولون بلسان حالهم إن قوى الاستكبار ليست آلهةً من دون الله وإن الغاية الكبرى التي تستحق البذل في سبيلها هي الحق والعدل، والله هو الحق العدل..
في المقابل فإن كثيراً من المعممين-وكثير أيضاً منهم مؤمنون بحق تجنباً لخطأ التعميم- وإن قالوا بأفواههم لا إله إلا الله إلا أن لحاهم وعمائمهم تخفي ذلاً وعبوديةً لغير الله إذ إنهم يشركون مع الله الطغاة الذين يظنون أنهم يملكون لهم الضر والنفع والموت والحياة والرزق..
فأي الفريقين أهدى سبيلاً!!!