ـــــــــــــــــــــــــــــــ سيد الحبايب يا ضنايَ أنتَ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ابني الحبيب ( شاكر تللو ) .
أصدقائي . . . سأكون برفقتكم يوم الأربعاء القادم 12 / 12 / 2018 الساعة الثالثة عصراً على شاشة قناة نور الشام الفضائية لأتشارك مع الدكتور الفاضل يوسف لطيفه رئيس قسم الطب النفسي في جامعة دمشق ، وبإشراف المعدَّة المتألقة خلود رسول Khlod Rs . . . وهذه المرة سوف يكون الحديث أثيراً في حياتي وغالياً على نفسي . . . سوف يكون حديثاً عذبا لأنه سوف يقوم بانتزاع ما في نفسي من غلٍّ على نفسي .
ذلك أن الأمر يتعلق بابني ( شاكر تللو ) ذي السنوات التسع المصاب بمرض التوحد . . . ابني الذي حلمت كثيرا قبل ولادته بأن أزرع لديه موهبة الكتابة أو الخطابة فأصنع منه كاتبا لامعا أو خطيباً مفوها . . . والرياح لا تجري بما تشتهي السفنُ . . .
الله عزَّ وجل قدر لي بأن يكون ابني مصابا بمرض التوحد ولا يتكلم .
وقد تلقيت هذا الأمر برحابة صدر كبيرة ، فلقد اختارني الرحمن لمهمة صعبة لا ينتقي لها إلا الجبابرة وذووا الهمم العالية وكلي أمل في أن يشفيه الله .
ولكن . . .
آه من ( ولكن ) . . . لقد هدَّت ( ولكن ) كياني ، لقد جعلتني قبراً يمشي .
وكيف لا أكون كذلك وقد تبين لي أن الاستعداد الفطري الوراثي لأي مرض في العالم يشبه إلى حد كبير الموهبة الكامنة لدى الطفل . . . تلك الموهبة التي يمكن تنميتها ليغدو صاحبها عبقريا ويمكن إهمالها لتكون عابرة في الحياة .
أما أنا فإني سوف أعترف على الشاشة الصغيرة وأمام الملايين أنني كنت المجرم الأكبر .
لأني لم أكن أعرف ولأن أحدا لم يدلني أن الطفل ؛ أي طفل ؛ بحاجة إلى رعاية وعناية ووسائل تعليم و و و . . . . لذلك فقد كنت أترك ابني لساعات طوال أمام شاشة التلفزيون مما أدى ( في رأيي ) إلى نشوء أو إلى تنمية هذا الشعور بالعزلة والتوحد فغدا لا يتفاعل إلا مع التلفزيون وينسى الآخرين . . . وكان ينطق في صغره ويقول ( ماما ــ بابا ) ثم اكتشفنا مرضه حين اقترب من السنة الثالثة من العمر .
طبعا قد يعترض الكثيرون ويقولون : هذا مرض خلقي يولد مع الطفل . . . وبعض المختصين يقول إن هذا المرض يظهر في سن الثالثة . . . لكني أنا ومن خلال تجربتي الشخصية أقول : لا . . . الأمر ليس كذلك . . . إن المرض ؛ أي مرض حين يطرق الأبواب فإنه يقف على العتبة والبعض يرحب به ويقول أهلا وسهلا والبعض يصده ويقف ف يوجهه ويعانده ويمنعه من الدخول . . . وق ديفلح في منعه وقد لا يفلح ، لكنه لن يكون كذا كالذي رحَّب . . .
وأنا أقول سواء أكان الأمر ذلك أم ذاك فلقد ساهمتُ كثيرا في تنمية تلك الآفة في نفس ابني شاكر عافاه الله . . فبدلاً من أن أنمي لديه موهبة الكتابة أو الخطابة والفصاحة قمتُ بـ . . . لذلك بدلاً من أن يكون الآن في الصف الثالث الابتدائي وأعلمه الفصاحة وأقرأ عليه أشعار العظماء وأقوال الفصحاء وأدربه على الكتابة والأدب فإنه يداوم في روضة خاصة للتوحد ولكني ما أزال أعلمه كيف ينطق الأحرف الأولى .
( وهو يتحسن في الروضة والحمد لله ) .
يوم الأربعاء القادم سأكون على كرسي الاعتراف ؛ علَّ ذلك الاعتراف العلبي يخخف من نفسي وطأة الإثم الكبير . . .
مرة أخرى أقول : إن استخدامنا الخاطئ لتلك الأجهزة سوف يودي ببعض أولادنا .
فهل من منتبه .
أرجو إرشاداتكم .
كما أرجو متابعتكم .
ابني الحبيب : إني أرى في عينيك ذلك الشخص ( السوي ) الذي يرجوني في كل يوم وفي كل ساعة أن أساعده في الخروج إلى عالمنا . . . وإني أقرأ في كل لحظة الاعتذارات التي ترسلها لي عن تصرفاتك الخاطئة معي ومع غيري . . . وأعرف يقينا أنك تقول لي اعذرني يا أبي . . . اعذرني فالأمر ليس بيدي .
https://www.facebook.com/permalink.p...00003359390689