قراءة في حكاية نجلا العروس لحامد غبارية
بقلم:مروة خالد السيوري - القدس
صدرت حكاية (نجلا العروس) للكاتب حامد غبارية عن منشورات دار الرسالة في أمّ الفحم بمناسبة الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني وتقع في 47 صفحة من الحجم المتوسط .تدور أحداث هذه القصة في بداية النكبة عام1948 لتستمر أحاثها حتى عام 1982 وتنتهي بحرب ثانيه كان نتاجها مجزة صبرا وشاتيلا ,وقد استخدم حامد غبارية في نسج أحداث هذه الحكاية اللغة العامية بعيدا عن الفصحى الا ما ندر ,وربما كان استخدامه للعامية ينصب في مضمار نوعية الشخصيات التي اتخذها فهي شخصيات قروية حظها ضئيل من العلم والثقافة .
فكرة القصة عايشها الكثير من أهالي فلسطين وهي التشرد والنكبة والاستشهاد الى غير ذلكمن أهوال الحرب والاحتلال وتراكماته على الشعب الفلسطيني ,ومحك القصة يكمن في نجلا العروس فهي البطلة الرئيسية لهذه القصة التي يحمل اسمها العنوان ,ونجلا العروس رمز امتد ليشمل فلسطين بأكملها ..صمودها ونكبتها ,صغارها وكبارها ,نسائها ورجالها
ومكان القصة بيت الزير, وبيت الزير هو كل فلسطين لا قرية بعينها وانما يتسع المكان ليشمل البلاد المنكوبة كاملة ,بالرغم من تحديد الأحداث في هذه القرية ,فكل مكان مسه الاحتلال والتشرد والنكبة ذاق مرارة الموت والتشريد كما حصل في هذه القرية ربما وأكثر ,وانتقل بعد ذلك في أحداث قصته الى لبنان ذاكرا مخيمي صبرا وشاتيلا التي انتهت فيهما المأساة(التي لم ولن تنتهي أبدا )وأشار الى مخيم عين الحلوة
وفيما يتعلق بعايد بن نجلا العروس ,فقد ذكر حامد غبارية في بداية الصفحة الثانية (من تقسيمة للقصة) قائلا مخيم شاتيلا جنوبي بيروت...خريف 1952 ,اقترب الطفل ابن السنوات الست من نافذة الغرفه...) ص26 اذن عمر عايد هنا ست سنوات بينما يتضح انه من مواليد عام 1946, اذان زواج فخري الفرحان بنجلا العروس كان في اواخر ربيع 1948 وهو موسم الحصادفطبيعي ان يكون مولد عايد سنة1949 او اواخر 1948 فكيف يكون عمره ست سنوات في عام 1952 .
وفي ص 22 قال (... ونظر الشاب الى القوم وقال :هذا الولد ابن موسى العلي,اخو الشهيد عبد الوهاب العلي....؛( وبعد ذلك ذكر على لسان العروس (...عمر هاذ , كان عمو الشهيد عبد الوهاب العلي مجنن الانجليز... فابتسم الشاب منتشيا وقال: يا ريتني اطاعغ زي عمي العبد, بس منين يا حسره!!)وكان حريا بالكاتب ان ينتبه الى عمر عايد ابن نجلا العروس كما ينتبه الى صلة القرابه بين عمر العلي وعبد الوهاب العلي
وغير ذلك فالقصه جميله ومؤثره في محتواها ومضمونها وفكرتها المؤلمه .
تمنياتي للكاتب والاعلامي حامد غباريه بالتوفيق و الاستمرار
مروة خالد السيوري
(ورقة مقدمة بندوة اليوم السابع الدورية الاسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس)