شجرة الدلب المباركة
يعاودني الحنين إلى تلك الدلبة الكبيرة التي رسخت في الأرض رسوخ الجبال الشاهقة
وحفرت جذورها عميقاً في هذه الأرض الطيبة لمقاومة شدة الرياح الهوجاء العاتية
تتوهج في ذاكرتي كما تتوهج شمس الصباح
أشتم رائحتها التي امتزجت برائحة العشب الأخضر والتراب الرطب وأسمعها تنادينا تعالوا ياأولادي وابنوا بيوتكم الصغيرة وامرحوا والعبوا فقد أرخيتُ ظلال أغصاني على الجميع
وإلى الجهة الغربية بعدة أمتار يتدفق النبع الرقراق العذب
وعلى ضفاف النبع أنواع الحشيش الأخضر والأزهار الملونة بألوان الطيف كأنها ترسم لنا ألوان المستقبل المشرق
حمراء صفراء ألوان ممتزجة ببعضها البعض
كانت تحت أغصان الدلبة الحنونة المباركة الدنيا واسعة والهواء نقي ولطالما ملأنا جيوبنا بالأحلام الندية
واليوم نأتي إليها لنشتكي لها ضيق الحياة وتلوث الهواء والماء
ونأتي ببعض البخور نشعله حول جزعها المتين علها ترد علينا سؤالنا
آهٍ أيتها الدلبة المباركة أنتٍ لا تدرين كم من الأطفال يموتون كل يوم على سطح الأرض ظلماً وطغياناً وتسلط
ولم تشتمي رائحة البارود والأشلاء الممزقة المحروقة هنا وهناك
فماذا ترانا نقول إذا دعيتنا نلعب تحت أغصانك وفي أيدينا مسدسات نرفعها بأيدٍ كانت تتصافح تحت أغصانك الوارفة الظلال
قد لا يمكنك تصور ذالك أيتها الدلبة المباركة وربما سألتني هل تتغير النفوس يا أبنائي هنا نسألك هل هناك أشياء لا تتغير يا رمز البقاء العطاء
أبو هاشم