الحضارة العراقية تهزم الهمجية الأمريكية
ان الحرب القذرة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على شعب العراق تظهر بوضوح أن الضحية قليل السلاح و المعتدى عليه بشكل فظيع وغير مسبوق في التاريخ البشري من حيث بشاعة الجرائم المرتكبة في حقه من تقتيل وتجريح و تشريد و اعتقال للملايين من سكانه وتدمير ممنهج لكل ما يشير الى الحياة كالصحة و التعليم و النسيج الاجتماعي باثارة الفتنة الطائفية وتدمير للبنية التحتية والمصاتع و المدارس و المستشفيات و المساجد ولكن هذا الشعب الذي علم البشرية الكتابة و القوانين و الزراعة والبناء المعماري للقصور والمعابد و المكتبات فهو بحق شعب له حضارة موغلة في القدم وهو بالتالي محصن ضد الهمجية الشرسة التي جوبه بها من أمريكا فمنذ غزو التتار و المغول قد استطاع أن يتجاوز المحن رغم فداحة المصائب التي ألحقت به فهل يمكن لشعب أصيل و صاحب حضارة راقية ويدين معظم سكانه بالاسلام الحنيف أن تؤثر فيه همجية الأمريكيين رعاة الأبقار و الذين لا يملكون رصيدا حضاريا أو تاريخيا ذا بال وذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتكون الا منذ قرنين من الزمان والجميع يعلم أنها قامت على الابادة الجماعية و المنظمة للهنود الحمر و قد ارتكبت منذ الحرب العالمية الثانية جرائم حرب في حق شعوب العالم وقد قتلت أكثر من عشرة ملايين نسمة نتيجة السياسات الاجرامية البشعة لقادتها .
وقد تمكن الشعب العراقي رغم جراحه العميقة جدا وخسائره الفادحة في النفوس و المكاسب أن يتجاوز محنته القاسية رغم ظلم ذوي القربى من الأنظمة المجاورة للأسف ومن قلة قليلة من أبنائه انخرطوا مع المحتل عملاء له و أذناب ينفذون أجندته ولكن الحمد لله أنهم قلة قليلة عطلت الى حد ما وأجلت بكل أسف النصر العظيم لشعبنا في العراق و مقاومته الباسلة التي احتضنها شعبها ولم يكن بحاجة للغير في كل شيىء فليس لها موارد خارجية و لا مساعدات و هناك تعتيم اعلامي مقصود للنيل منها ولكنها استطاعت تلك النبتة المباركة من شعب عظيم أن تجعل جنود أمريكا بالفعل ينتحرون على أسوار بغداد فجعلوا دباباتهم و كاسحاتهم تتطاير في الهواء بفعل العبوات الناسفة المطورة عراقيا كما أن هذا الشعب استعمل وسائل غير مسبوقة في التاريخ لمقاومته وسوف تنكشف لنا فصولها بعد اندحار الاحتلال قريبا بحيث ان كل الدسائس و المؤامرات التي حاكها المحتل قد ارتدت في النهاية في نحرالمحتلين و أذنابهم فانهار الاقتصاد الأمريكي انهيارا لا مثيل له و انهزم الجيش الى حد الانتحار و ثبت بطلان الاعلام الأمريكي و أصبح لا يصدق وسقطت مكانة أمريكا و سقطت معها كل مشاريعها الشيطانية للمنطقة بحيث لم يقع اكتساحها و الهيمنة عليها كما كان مخططا له الشرق الأوسط الجديد الذي تتحكم فيه دولة الكيان الصهيوني و التي بدورها خسرت حربين في السنوات القليلة الماضية بفعل المقاومة التي أصبحت لها مكانة مرموقة لدى شعوب العالم و لها قدرة على التأثير في الأحداث العالمية و بالتالي حشر الارهاب الصهيوني و الأمريكي في بوتقة ضيقة وهكذا أصبحت المقاومة رقما جديدا في المعادلة الدولية للسنوات القادمة ومن شأنها تقريب نهاية الكيان الصهيوني و القضاء على المشاريع الاستعمارية للمنطقة وهكذا يكون هذا الشعب رغم تضحياته أنار لكل شعوب العالم طريق الحرية ومواجهة المعتدين مهما كانت الظروف و التحديات وتلك هي المعاني الحقيقية لانتصار الحضارة العراقية الراقية على الهمجية الأمريكية .
ومن الأمثلة الحية على هذا السلوك الحضاري الراقي فقد ودع شعب الحضارة الراقية و الأصيلة أكبر مجرم حرب في تاريخ الانسانية - والذي قالت عنه أمه يوم انتخب رئيسا يا ويل العالم من حماقاته – بطريقة طريفة جدا ليس لها مثيل فيما يستحقه من فردتي حذاء منتظر الزيدي حيث ان هذه اللقطة أحدثت حالة ثورية و ثقافية فجرت قرائح الشعراء وسرحت ألسنة الخطباء و أسالت حبر الأقلام لتدبج المقالات بين العرب و أحرار العالم ولكن دهاقنة الاجرام الأمريكي و الصهيوني شاغلوا العالم بالحرب على غزة فتوقفت تداعياتها عليهم .