بين الحداثة الغربية والحداثة العربي
منقول
إن مفهوم الحداثة عند الغرب هو انقلاب جذري على كل المبادئ والقيم , دينياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً , وبخاصة لأنهم مجموعات بشرية غير متجانسة في العادات والتقاليد والدين والعرق , فلا يهمهم إلا النواحي الإقصادية المتمثلة بجمع الدولار لتزويد جيوشهم بالمعدات الحربية الفتاكة لقتل البشرية , وهذا جانب واحد من التطور وهو التطور المادي مع غياب الجانب الروحي الذي لا أهمية له بالنسبة إليهم , ونحن يمكن أن نقبل جانباً من جوانب ثقافتهم وعلومهم , وهو الجانب التنموي والاقتصادي لبناء مجتمع أقوى لتأمين حياتنا وحياة أجيالنا , لكن الجانب الروحي فلا يمكن أن نتهاون به بأي ثمن كان , لأنه من عند واحد أحد , والذي نتمسك به الآن هو القرآن الكريم , الذي تعهد الله بحفظه إلى يوم الدين , وهذا القرآن , وهذه القيم الدينية المسلمة تتلاحم بها وتتوافق معها عدة ثقافات , ومنها الثقافة الدينية الإسلامية التي لا يمكن التخلي عنها , بالرغم من وجود ( عبدة الشياطين وهو مذهب منتشر في الأردن ) قد يطالبون المسلمين ذات يوم وذات سنة , بحذف الآيات التي تلعن الشيطان , فهل نستسلم لأقوالهم بحجة الحداثة والديمقراطية والإنسانية والعدالة الاجتماعية , أظنك لا توافق على مس القران بأي سوء , وهناك النحو الذي له علاقة بتفسير القرآن , ونحن نعلم بأن الحركات الإعرابية قد تغير معاني اللغة , فلا يعرف الفاعل من المفعول إلا بها , ونصحونا الغرب بتبديل الحروف العربية بالحروف اللاتينية , فهل يمكن الاستغناء عن لغتنا وهي لغة القرآن أو الاستغناء عن تراثنا النحوي , ؟ وهناك الصرف والتفسير وعلوم كثيرة كلها مرتبطة بتفسير القرآن , فهل نستغني عنها , وهناك العروض الذي يراقب الوزن الشعري ليصلح إنشاده وغناءه , حتى نفرق بين الشعر والنثر والقرآن , فهل يجوز أن نجعل النثر شعراً ليأتي جيل ويقول , نعم إن القرآن والحديث فيه شعر واضح .
إن علومنا العربية والشرعية كلها مرتبطة برباط واحد , وهو الرابط الديني لكي لا نخلط الأمور ببعضها , وهذا يؤثر على لغتنا وعلى قيمنا وعلى مصيرنا في الدنيا ويوم القيامة .
هل نحن المسلمين تدخلنا في أمور شعرهم ونثرهم ؟ , هل هم غيروا من أشعارهم , هل نسوا تاريخهم , هذه أمور بعيدة عن ركب الحضارة والتطور , التطور الذي نتوخاه هو التطور التكنولوجي والعمراني والثقافي بشكل عام , وليس الشعر وحدة والعروض هما سبب لتأخرنا , أو هما سبب لعدم حصولنا على تكنلوجيا تصنع القنبلة الذرية لمهاجمة الأعداء .
إن الله جعلنا خير أمة أخرجت للناس, لأنه وضع القرآن في قلوبنا آمانة , لقد عرض الله أمانته على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها فحملها الإنسان , فهل يجوز أن نخون الأمانة لأمور دنيوية , ؟ إن استطعنا أن نتخلى عن ديننا السمح فكل شيء يمكن حصوله , لنكن مثل كندا التي سمحت بحرياتها أن يتزوج الرجل الرجل , وأن تتزوج الأنثى أنثى , فهل هذه حضارة؟ , آه ما أصعب الحلول , نحن أمة مسلمة وربنا وعدنا بالنصر , والله سننتصر إن آجلاً وإن عاجلاً فصبراً والله يديمكم ويرعاكم