هطلت هذه القصيدة تأثراً بما قرأته من شعر لأحد الشعراء (قيل عن الحطيئة) يقبح فيها وجه امرأة وقوامها فتارة يشبهها بالبعوضة أو القرد أو الكلب، وكأن الشعر انبثق لهذا وهو حرام..
وقد ورد في الأحاديث الشريفة النهي عن تقبيح الوجه وضربه فإنَّ الله تعالى خلق آدم على صورته... فتأمل أخي الشاعر غرضك من شعرك، واعلم أن كل كلمة تقولها تنزل في ميزانك وتصورك أنت أمام الناس ، فانظر ماذا تقول ...
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تقبحوا الوجه
(د. ضياء الدين الجماس)
مِنَ الشعر سيف بالوجوه يُجَرِّح .. ويدمي جراحاً في القلوب تُقَرِّح
فيركب بحراً في العريق هجاؤه ... ويسخر من وجه الزمان ويــقدح
يخالف شرعاً في السماء جذوره... ليضحك أثغاراً وللحق يكبح
عجبت من الحرف الذي صيغ مضحكاً... وكان من الأجدى يُـجلُّ ويمدح
على صورة لله قد كان خلقه... فكيف بتشويه الحقيقة يصدَح
ولله خرَّت في السجود جباهنا ... لوجهٍ منيرٍ حين نمسي ونصبِح
وهل مثل هذا شاعر يقتدى به ؟ ... يشوِّه وجهاً للإله يُسبّح
فهذا من الشعر القبيح مداده.... فلا عَـــزَّ شعر للجميل يقبّح
تبارك ربٌّ في الجمال بديعه... ألا انظر بعين بالجمائل تفرح
ولا ترتدي قول السفاسف ضاحكاً ... فترديك ناراً في المذلة تكدح
وفي الشعر حرف من رحيق وروده ... بلحنٍ جميل في الجنان ستمرَح
وصلِّ على خير الأنام محمدٍ ... تعشْ في ربوعٍ بالسعادة تسرح
والحمد لله رب العالمين