1. جراحة طفيفة التّوغّل
يمكن أن نعرّف عمليّة الجراحة طفيفة التّوغّل (MIS) على أنّها مجموعة التّقنيات التّشخيصيّة والعلاجيّة التّي تستعمل، من خلال الرّؤية المباشرة أو التّنظير الدّاخلي، المسالك الطّبيعيّة أو أقلّ ما يُمكن من الجروح لإدخال آلات في الجسم البشري والتّصرّف في مختلف أجزائه.
إنّ طبّ المسالك البوليّة هو فرع طبّي جراحي رائد في تطوير عمليّة الجراحة طفيفة التّوغّل الّتي تُمثّل جزءا من تاريخ هذا الاختصاص. وقد تطوّرت هذه التّقنيات بمتانة لا مثيل لها في تواريخ بقيّة الاختصاصات الجراحيّة، حيث أنّها انتشرت بفعاليّة وبسرعة عاليتين. وانطلاقا من تطوير جراحة المسالك البوليّة عبر الإحليل كأكبر تجلّي للجراحة عبر المسالك الطّبيعيّة، تمّ المرور إلى الجراحة عبر الجلديّة، وجراحة منظار البطن ومن ثمّ الجراحة الرّوبوتيّة.
في كلّ هذه الميادين كان طبّ المسالك البوليّة دائما اختصاصا محفّزا ورائدا. كما أنّنا شاركنا بشكل حاسم في تطوير وتطبيق مصادر طاقة مختلفة في أمراض عدّة انطلاقا من الموجات فوق الصّوتيّة وصولا إلى أحدث أنواع اللّيزر. وعلى كلّ مجموعة تعتزم حاليّا القيام بجراحة ممتازة للمسالك البوليّة أن تُقدّم هذه التّطوّرات التّكنولوجيّة الأخيرة، معتمدة في نفس الوقت على المبادئ الطّبّية المبنيّة على البرهان. تتّبع البروتوكولات الخاصّة بنا المعايير الأوروبيّة التّابعة لاختصاصنا بشكل دقيق.
1.1 المزايا
تقدّم الـMIS مجموعة من المزايا العامّة في ما يخصّ التّقنية والّتي يمكن تطبيقها على أيّ إجراء. وعامّة، لجميعها نقطة مشتركة تتمثّل في التّوازن بين الفائدة القصوى على المستوى العلاجي والتّخفيض من حدّة العمليّة الجراحيّة.
:وبشكل ملخّص، تتمثّل المزايا في ما يلي
- التّقليص من الالتهاب النّاتج عن الجراحة والتّحسين في استجابة الجهاز المناعي.
- التّنقيص من آلام ما بعد الجراحة نظرا إلى غياب شقوق جراحيّة كبيرة وإلى التّخفيض من الصّدمات على مستوى الأنسجة السّليمة.
- مضاعفات أقلّ على مستوى الشّق الجراحي. للشّقوق أقطار أصغر وبالتّالي فهي تندمل بسرعة ونادرا ما تؤدّي إلى مضاعفات. وبالإضافة، من المهمّ الإشارة إلى العنصر "الجمالي" المتضمّن في هذه الشّقوق الصّغيرة.
- إمكانيّة أقلّ لحدوث نزيف جراحي وتقليص في إمكانيّة اللّجوء إلى عمليّات نقل الدّم.
- التّخفيض من مدّة رعاية ما بعد الجراحة ومن فترة البقاء في المستشفى. بالتّالي، تتقلّص فترة النّقاهة ويتمّ الرّجوع إلى الحياة النّشيطة بشكل أسرع.
و يُمكن تلخيص كلّ ما سبق كما يلي: جراحة بآلام أقلّ، ونزيف أقلّ، ومضاعفات أقلّ، ونقاهة أسرع.
1.2 الشّروط المسبقة
- يجب على طبيب المسالك البوليّة العصري والمطّلع على الـ MIS أن يعرف جميع امتدادات كلّ إجراء، بما أنّ خبرته في التّقنية أو الطّريقة الجراحيّة هي أساسيّة للحصول على أفضل نتيجة للعمليّة.
- يجب على اختيار طريقة الجراحة طفيفة التّوغّل، MIS ، أن يهدف دائما إلى تحقيق التّوازن بين الفائدة القصوى بالنّسبة للمريض وأقلّ ما يُمكن من الضّرر. ويتعلّق الأمر بتقديم رعاية شاملة قبل وأثناء وبعد العمليّة الجراحيّة.
- يُمثّل تطبيق هذه التّكنولوجيات الحديثة في الطّبّ الحالي تحدّيا بالنّسبة لطبيب المسالك البوليّة، ولا يُلزمه ذلك بالتّخلّي عن أساليب وطرق العمل الحرفي المبنيّة على التّقرّب من المريض والتّعامل الإنساني. إذ لا يجب التّضحية بتاتا بهذه العناصر حيث أنّها تنعكس حتما على النّتيجة النّهائيّة للإجراء الطبّي وعلى الرّاحة النّفسيّة والجسديّة للمرضى.
- يتوقّف الخطر الّذي تتضمّنه كلّ عمليّة جراحيّة على الطّبيعة الخاصّة للعمليّة من جهة، وعلى صحّة الشّخص المعني بها مسبقا وغيرها من الظّروف الطبّيّة من جهة أخرى. يجب التّحاور مع الطّبيب المختصّ في المسالك البوليّة حول الخطر الفردي الّذي تتضمّنه العمليّة للتّمكّن من تقديم إجراء مشخّص ملائم لكلّ حالة.
1.3 التّثبيت
إنّ السّرعة الّتي تطوّرت بها هذه التّقنيات أحدثت تغييرات كبيرة في مجال طبّ المسالك البوليّة. وازدادت سرعة هذا التّثبيت المعمّم بسبب نشرها في وسائل الإعلام والطّلب الاجتماعي الّذي انجرّ عن ذلك والتّطوّر التّكنولوجي الهائل الّذي شرعت فيه الشّركات والّذي مكّن من تطوير إجراءات موحّدة في ما يخصّ العديد من العمليّات في اختصاصنا، وذلك في غضون عشرة سنوات فقط. ولهذه الإجراءات قبولا يزداد أكثر فأكثر من قبل المجتمع العلمي، وذلك رغم صعوبة تعلّمها، لذلك فإنّ إمكانيّة تقديمها تتوقّف على مستوى تدريب المختصّين. أمّا إن تمّ إتقانها، فهي تتحوّل إلى معيار رعاية عالية الجودة. إنّ تطبيقها في مجال أمراض الأورام هو الأكثر انتشارا في اختصاصنا. وفي هذا السّياق، يملك فريقنا خبرة واسعة في هذه التّقنيات إذ يُمكننا أن نحصي مثلا عدد إجراءات تنظير جوف البطن في مجال الأورام إلى ألف عمليّة تمّ القيام بها بين جميع أفراد مركز CUMIR.
1.4 التّطبيقات
تتمكّن الـ MIS في طبّ المسالك البوليّة من معالجة تقريبا كلّ الأمراض الدّاخلة في اختصاصنا. و نبرز من بينها:
فرط التّنسّج غير الخبيث وسرطان البروستاتا (الموثة)، وسرطان الكلى والمثانة، وعلاج التّحصّي والجراحة الإصلاحيّة والوظيفيّة مثل السّلس البولي للرّجال والنّساء.
ستجد في قسم خدماتنا قائمة تحتوي على التّقنيات الجراحيّة مفسّرة بشكل أدقّ.
2. جراحة روبوتيّة متقدّمة ـ نظام الجراحة DA VINCI SI HD
يُعتبر نظام الجراحة Da Vinci Si HD أحسن روبوت جراحي حاليّا في العالم. وهو يُمثّل آخر صيحة في الجراحة الرّوبوتيّة نظرا للمزايا الّتي يُقدّمها مثل إمكانيّة القيام بالعمليّة الجراحيّة عبر شقّ وحيد وصغير (جراحة عبر مدخل واحد)، أو إمكانيّة القيام بجراحة روبوتيّة متعدّدة التّخصّصات، بمعنى جراحة تجمع فرقا طبّيّة مختلفة تعمل في نفس الوقت.
تمّ تصميمه من قبل مهندسين منتمين إلى الـ NASA وهو يُمثّل ثورة حقيقيّة في مجالات العمليّات عالية الدّقّة، حيث أنّ الآلات تشتغل وتدور داخل الجسم كمعصم الجرّاح. إلّا أنّ الفرق يكمن في أنّ حجمها، الّذي يتراوح بين سنتيمتر واحد وسنتيمترين، يُمكّنها من القيام بحركات والوصول إلى أماكن مستحيلة بالنّسبة ليد بشريّة.
ويتمثّل التّطبيق الأساسيّ بالنّسبة لنظام الجراحة Da Vinci Si HD في استئصال البروستاتا (الموثة). إلّا أنّ هذا النّموذج، وهو من آخر طراز، يسمح كذلك باستعماله في أمراض بوليّة أخرى (للمثانة والكلى)، وفي الجراحة البطنيّة، والقلبيّة، والصّدريّة، والخاصّة بالأطفال والنّسائيّة، وفي جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وذلك بمشاركة فريق طبّي متعدّد التّخصّصات إن لزم الأمر.
2.1 الفوارق بين الجراحة التّقليديّة ونظام الجراحة DA VINCI SI HD
- في الجراحة المفتوحة التّقليديّة، يقوم الجرّاح بشقّ طويل يستوجب بعد ذلك توسيعه حتّى يتمكّن من الوصول إلى العضو المصاب.
- في الجراحة طفيفة التّوغّل التّقليديّة (جراحة منظار البطن)، يقوم الجرّاح بعمله باستعمال آلات يدويّة صلبة يتمّ تمريرها عبر شقوق صغيرة ويتمّ مشاهدة الأعضاء الداخلية من خلال شاشة فيديو عاديّة.
- يُمكّن النّظام الرّوبوتي Da Vinci Si HD من الحصول على أعلى مستويات الدّقّة حيث أنّه يسمح بتضخيم حركات الجرّاح، على المستوى الميكانيكي والرّقمي، وبالتّالي تفادي ارتعاش اليد بشكل كلّي. فهو مفيد بشكل خاصّ في العمليّات الّتي تكون فيها الدّقة عاملا مميّزا.
2.2 مزايا الجراحة الرّوبوتيّة بالنّسبة للطّبيب:
- رؤية أفضل: صورة أوضح لمنطقة الجراحة
- رؤية ثلاثيّة الأبعاد: يسمح روبوت Da Vinci Si HD للجرّاح برؤية ثلاثية الأبعاد عوض الرّؤية ثنائيّة الأبعاد.
- دقّة أكبر: يمحو الرّوبوت الارتعاش الطّبيعي ويُمكّن من بلوغ حدّ أقصى من الدّقّة في حركات الجرّاح.
- أصناف حركات أكبر: تُسهّل التّقنيات الجراحيّة.
- يمكّن من القيام بالتواءات مستحيلة بالنّسبة لليد البشريّة.
- الوصول إلى أماكن مستحيلة: تُمكن هذه التّكنولوجيا من الوصول إلى أماكن صعبة جدّا بالنّسبة للتقنيات غير الروبوتيّة.
2.3 الفوائد بالنّسبة للمرضى:
- البقاء في المستشفى لمدّة أقصر.
- التّقليص من الانزعاجات وآلام ما بعد الجراحة
- ندبات أصغر.
- خطر حدوث تعفّنات أقلّ.
- نزيف أصغر.
- استرجاع العافية بشكل أسرع وبالتّالي الرّجوع إلى الحياة العاديّة في وقت أقلّ.
- في ما يخصّ سرطان البروستاتا (الموثة)، نسجّل أحسن النّتائج على المستوى الوظيفي (حبس البول والقوّة الجنسيّة).
3. تقنيات جراحيّة أخرى
يوجد العديد من أمراض المسالك البوليّة الّتي لا يمكن أن تخضع إلى عمليّات MIS نظرا لخاصّيات المريض أو لطبيعة الإجراء نفسه. وفي هذه الحالات، تُمثّل الجراحة العاديّة أحسن اختيار للعلاج. نظرا لخاصيّات أعضاء مركز CUMIR المتّسمين بالحرفيّة، فإنّنا نضمن الرّعاية في هذه الحالات أيضا. ويحدث ذلك مثلا في: بعض الجراحات المتعلّقة بالكتل الكبيرة للكلى وخلف الصّفاق، أورام الكلى مع وجود خثار في الجوف، أورام غرنية أو كتل متبقّية بعد العلاج الكيميائي في حالات سرطان الخصية.
"في العلاج الكيميائي لسرطان البروستاتا (الموثة)، تمكّن الجراحة الرّوبوتيّة بنظام Da Vinci Si HD من الحصول على نتائج أحسن في ما يخصّ الحبس البولي، والحفاظ على القوّة الجنسيّة والقضاء كلّيّا على الأورام ، بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة الكلاسيكيّة أو تنظير جوف البطن التّقليدي بدون استعمال روبوت". (Institute for Clinical and Economic Review. ICER. 2009)
http://www.cumir.es/ar/informacio.html