دون كيشوت العربي ( مهداة للخاسرين أنفسهم ) قصيدة ابو تنكة
من الأدب الســـــــاخر
أأبو تنكة ..... ( دون كيشوت العربي ) وطواحين الهواء
يا راكب الجحش المطرز بالحصان
هدئ من خبط الحوافر
فأنت في الأرض
واطو أجنحة الخيال
قد علم الجميع بحضورك
تنسابُ كل يوم ٍ تبحثُ عن عدو ٍ
تختالُ على جحش ٍ مبحوح ِ الصوتِ
مزركش الجنباتْ
فلا العدو يأتي ... ولا تقتل ِ الكلماتْ
كم هواجسُ الكر ِ والفر ِ ملأت ْ جواربكَ
فشجاعٌ أنت حتى المماتْ
لا يعرفُ السقم درباً إليك
والشعر مفخرة ُ عندكَ
تنظم البيوت.... حتى السحابَ تطاولها
ومن قال لك نقد ُ
أَخبَرتَهَُُ
أن الحقني هيهات هيهات
مشتبهٌ بك أنكَ رجل ُ
وعظامكَ تطاول خيال السيوف
مزروع بالوهم والخيلاء
ومن حولك خواء خواء
تشبه الطاووس بلا ريش
ومنطقتك َ مزروعة ُ بالنرجسية
تحسبها نرجساً
وتنام على مدح وتصحو عليه
والكل يغشى من ضحك ٍ
أن أبوك َ السقا قد مات ْ
وتطالعنا بنغمة المتصابي
وريشك َ زغبٌ
وعظمك َ فتات
تُخبرُ الناس انك ملاحق ٌ
وان قلبكَ
في الهوى قُدتْ عظامه
وان الوهجَ شوقاً إليك َ قد مات ْ
وتنبئ قومكَ أن العدو
والفرسان الأربعة ُ متربصين بجاهك َ
وأنكَ ضيغم ٌ للمعارك الطاحناتْ
فيستعد ُ القوم لطردكَ
لأنهم سئموا القص َّ والحكاياتْ
ظنوا بك َ فارساً
فإذ بك َ
أبو تنكة ٍ لايخلفُ وراءه ُ إلا تنكات ْ
-----------------------------------------------------------------------------
ملاحظة : التنكة ( صفيحة معدنية قديمة وصدئة ) من مخلفات الكونسروة مثلاً
*****************************************