تحت الشّمس
بقلم سعيد محمد الجندوبي
رأت فيما يرى النّائم مدينة بها بنايات عالية تناطح بسطوحها السحب، ويجوس خلال شوارعها أُناس كأنّها تعرفهم، وهُم عراة، حفاة، يهيمون في كلّ صوب، بلا هدف..
فجأة، دوّت صفّارة إنذار رهيبة، تصدّعت لها الآذان.. خرجت على إثرها جحافل مُتراصّة الصّفوف، يرتدي أفرادها نفس الملابس الداكنة، وعلى رؤوسهم قبّعات سوداء لامعة، وقد غطّت وجوههم أقنعة مخيفة.. بعضهم حمل سياطا، والبعض الآخر هراواة.. فراحوا يضربون كلّ من اعترضهم من النّاس..
جرتْ هي مع الجارين بلا هدف، فإذا بلذعة سوط تلحس ظهرها كلسان من اللّهب.. أُغمي عليها..
* * *
عندما استفاقت وجدت نفسها على شاطئ البحر، وقد استقرّت الشمس في كبد السّماء فانزاح ظلّ الشّمسيّة، مبتعدا شيئا فشيئا عن جسدها المحمرّ.