العلامة الكبير محمد أديب الكلاس في ذمة الله .. وعشرات الالاف يشيعون جنازته بدمشق
السبت - 24 تشرين الاول - 2009 - 14:05:12
التفاصيل
إعلانات
شيع عشرات الالاف من المصلين بدمشق جنازة الشيخ العلامة "محمد أديب الكلاس" الذي وافته المنية بعد عمر ناهز الـ89 عاما قضاها في دراسة العلم وخدمة الدين الاسلامي .
وذكرت مصادر اعلامية أن الشيخ "أحمد الكلاس" صلى على والده المرحوم يوم الاربعاء الماضي في الجامع الاموي بدمشق, وصلى خلفه عدد كبير من علماء دمشق وعلى رأسهم "أحمد سامر القباني" مدير أوقاف دمشق, و الشيخ"محمد نعيم عرقسوسي", والشيخ "عبد اللطيف فرفور", والشيخ"محمد خير فاطمة", وجُل علماء دمشق, كما حضر الصلاة علماء من كافة المحافظات السورية ووفد من علماء لبنان الشقيق.
و اكتظ الجامع الأموي في دمشق, بعشرات الآلاف من المصليين, الذين جاؤوا من مختلف الأحياء ليشيعوا الشيخ المربي إلى مثواه الأخير في مقبرة "باب الصغير" , وقد شارك في التشيع ممثلين عن مختلف الفعاليات الدينية المحلية والعربية والاسلامية.
وخرجت الجنازة من الجامع الأموي, ومرت بسوق "الحميدية" ثم باب "الجابية", لتصل إلى مقبرة "باب الصغير", حيث دفن الشيخ "الكلاس" هناك.
الشيخ الكلاس في سطور
ويعتبر الشخ الكلاس من أكبر علماء دمشق والعالم الأسلامي وكانت ولادته عام 1921, ووالده "أحمد الكلاس" كان مجاهداً ضد المستعمر "الفرنسي" ، ووالدته هي السيدة "درية الكلاس", عرفت بسعة الصدر والأخلاق الحسنة والحلم والأدب وقد توفيت والشيخ "محمد أديب الكلاس" مازال غلاماً, فقامت ببعض شؤونه أخته وخالته امرأة أبيه وعُرف الشيخ منذ صغره بنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره .
وبدأ دراسته في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة, وهي مدارس أهلية تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب رغبةً من والده بتنشأته بعيداً عن المدارس الحكومية أيام الاحتلال "الفرنسي"، فدرس الشيخ في المدرسة "الكاملية"، ثم المدرسة "السفرجلانية" حيث أدرك الشيخ الجليل "محمد عيد السفرجلاني" وهو يومئذٍ شيخ الشام على الإطلاق، ثم انتقل إلى المدرسة "الأمينية" وكان فيها الشيخ "كامل البغال".
ولما بلغ عشر سنوات عام 1931, قرأ على الشيخ "محمد صالح الفرفور"كتاب "الأربعين النووية" و مبادئ الفقه بـ "نور الإيضاح" ثم وضعه والده بمهنة الخياطة ، حيث استطاع حفظ ألفية "ابن مالك" وكتب خلاصة دروسه وكررها للحفظ أثناء عمله في النهار.
نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً وكأنه حوى في صدره كل ما قرأه ووعاه حتى غدا جبلاً من جبال العلم يمشي على الأرض و مع ذلك لم يترك مساعدة والده في عمله ، وكان يحرص على نيل رضاه يعمل معه نهاراً و يتابع تحصيله العلمي ليلاً .
،ثم تفرغ الشيخ للعلم الشرعي في العديد من مساجد "دمشق" ، ومدرساً للعلوم التي تلقاها من مشايخه ، ثم كلل الشيخ علومه بالقراءة على العلامة الطبيب الشيخ "محمد أبو اليسر عابدين" مفتي سوريا الذي كان يقول له : "ليتني عرفتك من قبل", لما أعجبه من علمه، وإطلاعه، وتدقيقه لمسائل العلوم، والحجة البالغة والتواضع والزهد .
قرأ الشيخ على كثير من علماء "دمشق" وجلهم أجازوه فقد قرأ على الشيخ "محمود فايز الديرعطاني" بعضاً من سور القرآن الكريم, وعلى الشيخ "فوزي المنّير"، كما أجازه العلامة "محمد صالح الفرفور" إجازة عامة بالعلوم الشرعية والعربية وغيرها، كما أجازه الشيخ الطبيب "أبو اليسر عابدين" مفتي الجمهورية العربية السورية سابقاً, كما نال أيضاً إجازة من الشيخ المربي "محمد سعيد البرهاني" بالطريقة الشاذلية ، وإجازة من الشيخ "أحمد وهاج الصديقي الباكستاني" بالطريقة "النقشبندية".
برع الشيخ بالمناظرة وإبطال الشبهات، والرد على أهل الأهواء والملحدين والمبتدعين، كما أن له شغفاً بالتوحيد وعلم الكلام ولذلك فهو صاحب حجة وبرهان وإقناع مع رحابة صدر شديدة وتواضع جم وزهد كبير , وقد وصفه الشيخ أبو اليسر عابدين بأنه «يشبه الفاروق "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه لما يتمتع به من طبع يقارع الباطل ولا يخشى في الله لومة لائم» .
وكان ُيدرّس في معهد" الفتح الإسلامي" منذ تأسيسه، والمدرسة "الأمينية"، وبعض الثانويات كدار الثقافة وثانوية الشرق , وكان يتواضع لطالب العلم ، ولا يرد طالباً.
شغل الشيخ "الكلاس" عدة مناصب فتولى خطابة في مسجد " تحت القناطر " قرب مكتب "عنبر", وفي مسجد "القطط" قرب الجامع الأموي وكذلك مسجد "السيدة رقية" رضي الله عنها في محلة "العمارة" وعشرات المساجد الاخرى ، كما ودرس في معهد "الفتح الإسلامي" في قسم التخصص بفرعيه للإناث والذكور ودرس في ثانويتين "دار الثقافة" ، وثانوية "الشرق"، والمدرسة "الأمينية" التي كانت في باب "الجابية" قبل ان توافيه المنية يوم الاربعاء الماضي.
عكس السير
عن موقع عكس السير