أنا موجة عشق تتحد بك فجرا ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
نثرت ُ وردي على الأعتاب والطرق
حتى يمر جميل الطـّيف في أفقي
فستانه الحب والأنسام ساحله
قميصه الزهر والأزرار من عبق
في بخل عينيه لا يجدي توسل من
قد بات في البرد يرجو الخال في العنق
حتى يرق ويعطي ساهرا أملا
بأن في نبضه لي نبضة الأرق
حبيبة القلب هل لي منك نظرة من
يريد إشعال شمع الحب من شفقي ؟
فمنك يصبح في عودي نضارته
وفيك كل ارتواء الحب والشبق
عيناك تزرع في قلبي لواعجه
فكيف أمضي ؟ وفى عينيك منطلقي ؟
ومنك أزهار بستاني تألقها
ومنك حرفي رذاذا يرتوي ورقي
لما رأيتك أمواج الهوى عصفت
وثار إعصارها واجتاح فيم بقي
من أين جئت وهل عشتار قد بعثت
من غابر الأمس تهدي للهوى غرقي
أم طيف فينوس تغريني جدائلها
أم كليوبترا أتت في قمة الألق
يا ويح قلبي لكم تبكي جداوله
دمع الفراق وكم ذا تشتكي حـُرَقي
زرعت زهري على خديك ساحرتي
فأثمر الزهر أمواجا من الحبق
وفي سفوحك كم مر القطا سحرا
فبت في سهري يجتاحني أرقي
وفي هضابك رماني حننت له
كي أرتويه إذا ما فاض بالدفق
جمعت كل نجومي كي أصوغ لها
عقدا من الحب منظوما به حدقي
فكان شريان قلبي حبل رقتها
وأوسط العقد مأسورا به فلقي
يا من تعابث أغصاني برقتها
تعابث الورد ممزوج من العبق
وتجعل النبض في قلبي يعانقها
ويغرس الشوق لما ثرت في عمقي
فكيف أسلو وفي عينك يأخذني
مني هواك ويرميني ببحر شقي
وكيف أرضى ببعدي عن شواطئها
وقد تـَكـَوّن َ من أنفاسها علقي
يا من أسرت فؤادي هل يجوز لها
أن تحبس الخافق المجنون في النفق
هيا افتحي منك بستان الغرام لنا
كوني كما جدول للعشق وانطلقي
أوار صدرك نيران وأوردتي
بها الجداول إن عانقت تحترقي
روحي تحبك أنثى لا مثيل لها
فصدقيني إذا ما همت ولتثقي
ولتسكري الزهر لحنا منك متسقا
قد كان قبلك عندي غير متسق
أكمام صدرك قد قدت غلالتها
فسابقيني مع الغيمات واستبقي
حتى أسافر عكس الريح في زمن
يمضي به زمني بالشوق وارتفقي
إن لم تقيني ضباب البعد يا قمرا
من ذا الذي غير من أهواه سوف يقي !