قلبي على ولدي...
اتصلت بها باكية:
- أماه وقعت على ظهري من على السلم وأنا أنظف الدار ألحقي بي.
هرعت الأم فورا ومن الصباح ورغم المسافه البعيدة , وقد تأخر الوالد عن عمله وركب سيارته وحمل معه الأم الملهوفة.
المنزل في فوضى عارمه!!! والبنت على الأرض تتأوه.
حاولت الأم تهدئتها تحريكها يبدوا أن الأمر على مايرام يا ابنتي....
تعالي إلى سريرك....
ووسط أنين البنت اطمأنت الوالدة أن ابنتها بخير وفكرت أن تنجز أمور المنزل قبل وصول الأب لنجدتهم, فهو أقدر على استيعاب أمر كهذا, وخاصة المساعدة.عند بعد المسافات .
ليس هكذا يا ابنتي مازلتِ عروسا والمهمات الشاقة ستأتي تباعا.
-لا أستطع ألا أن أكون في أجملِ صورة ومنزلي أيضاً فهو مملكتي وعش أولادي القادمين.
بدأت الأم عملها بصمت بهيم!.
سعيدة بعطائها دوما شعار هي وماأحلى هذا الشعار ...
شمرت عن ساعديها وانهمكت في أعمال هذا المنزل الصغير .
رحلة بدأت معها خيالات تحاصرها, أثناء عملها لا تستطع أن ترسو يوما ما على الأرض!.الحيويه تنتشي في جسدها .
دوما تحدث نفسها بحديث يخصها وتتساءل :
كيف ستحقق لنفسها وجودا بعيداً عن أدوات المطبخ ؟وخزانة الملابس وضوضاء الأطفال؟
كانت عبر مشوار عمر تحتاج إلى من يربت على قلبها بحنان ..ودون نقد لاذع يقطع أوصال الردود.
حضرت لها عجينة الكبه الشاميه... ورتبت لها الثلاجة وحان وقت الطبخ:
لم ترد على المكالمات الهاتفية هي ليست هنا الان.
تذكرت حاسبها هوايتها وملاذها في وحدتها النفسية هذه .
قصصا من أوراق قفزت أمامها وهي تعمل.على الأقل أفضل من علاقات اجتماعيه في تراجع مستمر بسبب حضارة غريبه!
تشابكت الأمور في عينيها وشكلت شبكة غليظة القوام حول عقلها.
وتتضارب الأفكار عا صفه كم من الفتيات في عصرنا يشكل الزواج في نفسها هدفا ساميا لغد أفضل؟
رن جرس الباب!
تذكرت أمرا ما غريباً بينها وبين زوج ابنتها
حاولت أن تنادي ابنتها, تذكرت ما ألم بها.
سقطت من على السلم!
أم فراس 24 كانون الثاني 2008