حكاية أول زبدية تسقية :
كان الشيخ الصوفي عبد الغني النابلسي بارعا في علوم الدين والكيمياء وله كتب فيها . وقد روي أن أحد تلامذة الشيخ قد شكى له أن زيتا عنده قد كسد ومر عليه زمن وقد ظهر قدمه وازداد حمضه وعنده كمية كبيرة منه وبسبب حال الناس أيضا لم يشتروه فأحضر له قليلا منه ..
فكر الشيخ ثم قال لتلاميذه : أنتم جميعا معزومون على العشاء وقد سلق حمص ثم جاء بمسحوق كربونات الصوديوم ( القلي ) وحله قليلا في ماء ثم سخنه ووضع عليه زيتا وحركه فانقلب الزيت مستحلبا ، ثم فت الخبز ورواه به ووضع الحمص المسلوق وبدأ الأكل وتلاميذه . وهكذا ولدت أول تسقية ( فتة حمص ) على يد الشيخ النابلسي وانتشر خبرها في الصالحية وكان شرط الزيت أن يكون معتقا" وحامضا" . وهكذا باع التلميذ زيته وكان طعاما شهيا وبعدها انتشرت هذه الأكلة وافتتحت كثير من المحلات لبيعها وأصبحت الصالحية مقصد أهل دمشق وكانت تفتح المحلات حتى الصباح وأصبحت تقليدا يعزم عليه الأصدقاء وعلى الطاولات والأرصفة تقدم التسقية بأنواعها مع الفول وهي عادة تبرز روحانية حي الصالحية وسوقها الممتدة من حي الأكراد إلى الشركسية في شمال مدينة دمشق .
من كتاب الأمثال الشعبية الشامية / نزار الأسود