الاستاذ القدير
الهيثم البوسعيدي المحترم
تحياتي
وحول الموضوع كتبت المقال التالي
الأمانة والأمين
انها دعوة مباشرة الى كل رجال الاعلام العرب كي يتحملوا مسؤولياتهم الثقافية والاجتماعية التي اختاروها دون اكراه او اجبار فهم حملة المشاعل التي تنير الطريق امام الناس العاديين ايا كان موقعهم في الصحافة او في الاذاعة او في التلفزيون ..
لانهم الوسطاء بين عشرات الملايين من سكان الوطن العربي ومن العشرات من الحكام والمسؤولين العرب , وهذا يضعهم امام مسؤولية ضخمة يتحملون امانتها بكل ما في كلمة الامانة من معاني نبيلة وشريفة
وعليه فان كل صاحب قلم مهما صغر شأنه او تدانت قيمته يعتبر من الامناء في هذا الجيل العربي المتأزم , والامين هو الذي يحمل رسالة التنوير بمثالية قد تتعبه احيانا , وقد تثير الشفقة عليه احيانا اخرى , لكنها في نهاية المطاف ستصل به وبرسالته الى البر الذي يرجوه , وبصراحة ووضوح اكثر , نقول بان الانسان الامين هو الذي يقف الى جانب الاغلبية , وينقل ارائها , لتكون تعبيرا صادقا لموقف عام يتفق عليه غالبية اصحاب المصلحة ذات الموضوع المطروح للنقاش .. فاذا تعرضنا للشعب الفلسطيني مثلا وتطلعاته , يجب ان نستلهم ذلك من خلال الاغلبية , ونرفض الاقلية مهما كان موقفها المادي لانها لا يمكن ان تكون بدلا عن الاغلبية بأي حال من الاحوال , اما التوجه الى الاقلية وتجاهل الاغلبية في البحث عن اجابات تخص القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فهى خيانة للامانة التى تتحملها الوسائل الاعلامية ..
- وذلك في السياسة اوردناه كمثال حي , نعيشه في , هذا الوقت بالذات لنؤكد على اهمية وموضوعية الطرح الامين في وسائل الاعلام .
- اما في الاداب , فاشد ما يقتل الابداع فيه , ذلك الاسلوب السوقي في الذم والشتم والتحجيم والتقزيم بين المشتغلين به لانه بأبسط الكلمات سيتحول الادب والعياذ بالله الى قلة ادب .. وتضيع الرسالة المرجوة من الادب في الفاظ لم يخترعها قاموس عربي والحمد لله
- واذا انتقلنا الى الفن نجد امامنا مأساة حقيقة , تمثل مأساة الانسان العربي المثقف في التمحور احيانا , والتقوقع احيان اخرى , فهذا يرفض العمل الفني لانه قادم من البلد الفلاني , وذلك يفتقد الفنان العلاني لان شكله لا يناسب قلمه , وثالث يلعن المحطة التلفزيونية لانها تحشو ساعات بثها بمسلسلات وبرامج تخص بلد لا يطيقه في التوزيع الجغرافي .. الخ الى اخر تلك المواقف الممسوخة التي تشوه رسالة النقد والاعلام الفني على أي حال من الاحوال , وتحول الناقد الى داعية تحركه ذاتيته دون البحث عن الاطار الفني والمضمون الهيكلي للعمل المعروض على الجمهور..
- ويبقى للامناء رسالة ضمن ذلك الطرح العمومي , وهي تتخلص في الاخذ بيد الجديد دائما وتشجيعه وتحفيزه لكي يطور نفسه وينمي ابداعاته ومواهبه في اللون الثقافي او الفني الذي يقدمه , لان في الجديد الامل دائما لتوسيع رقعة العمل الثقافي – المدخل الى نهضة حضارية عربية تعيد لنا مجدا زائلا .
والامانة وحدها التي تقود الى هذا المدخل الذي نبتغيه .. اما الانحياز والتمحور ايا كان , نوعيا او جغرافيا , سيؤدي في النهاية بصاحبه الى التقوقع حول نفسه ايا كانت مرتبته التي يحتمي بها في الميدان الثقافي .
- فانتبهوا ايها الامناء في كل وسائل الاعلام , انتبهوا جيدا لكل كلمة , ولكل رأي , تكتبونه , على صفحات الصحف , او تعرضونه على شاشات التلفزيون , او تنقلونه في الاذاعات ..
- الكلمة .. امانة .. ومسؤولية ..
- ولا تبقى الامانة الا للامين ..