سِيرَةٌ رَشِيدَةٌ
... وكرهوا أن يروا له بينهم وجهة سديدة، وضاقت صدورهم بما رحب به صدره من غيرة على الحق عنيدة، وبسائر ما يسعى به بين الناس في سبيل الخير والصلاح من أسباب فريدة، حتى إذا فشلوا في النيل من عزمه وإضعاف حزمه بما سلكوا من حيل ومكائد قديمة وجديدة، وبما نصبوا لذات الغاية من مصائد قائمة وقعيدة، خاب مسعاهم ولم يطيقوا أنفسهم وقد غدت لخبثهم فريسة طريدة، وزاد مقتهم لها وأيقنوا بأن سقطتهم وشيكة غير بعيدة، ولا محالة ستكون شديدة...
ثم إنهم جددوا العزم معاندين عبثا على فتنته بأهواء كثيرة ومغريات عديدة، فلم يقصروا من أجل بلوغ هذه الغاية في بذل الجهد وإعمال ألف مكيدة ومكيدة، ولم تكن محاولتهم يتيمة ولا وحيدة، لكن مسعاهم خاب عندما رأوه يشحذ همته من جديد وهي متوقدة وقيدة، وينبذ وراء ظهره كل دنية رعديدة، ويتمسك بما أسكنه في فؤاده من نية أكيدة، ورسخه في ذهنه من خصال حميدة، وبما أطال للصبر في أعماق نفسه من حبال مديدة، ومد بينه وبين الحق والخير من جسور مشيدة، وبما أقام من صلة مع الاستقامة متينة وطيدة...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com