بنات الحارة
معاً على الطريق
الجمعة 9/3/2007
قمر كيلاني
ولا أقصد الحارة السورية بل الحارة العربية عموماً.. واللائي هن في المجتمعات الغربية والأميركية ويعبرن إما باللغة العربية أو عن البنت العربية..
فماذا يعني بعض من ذلك أو كل ذلك ونحن نشهد ظواهر تنطق من هنا وهناك كلمعان الشهب في العالم العربي,ولا تلبث بطلاتها أو نجماتها أن يهربن الى أجواء أو سماوات يعتقدن معها أنهن في أمان من التضييق والحرمان..من الحرية .. حرية التعبير.. وحرية التغيير?
لن أتناول هذه الظواهر بالأسماء.. فقد أصبحت هذه الأسماء معروفة ومكشوفة .. ولعل شهرتها تعبر عنها.. إنها الطبعة التي تقارب العشرين كما تقول احدى الروائيات عن احدى رواياتها مما تساوق مع القرن الحادي والعشرين.. وإنها المسرحية التي تكشف الحجاب عن العقل وتتجاوز النقل.
لن أتناول بالطبع في هذه الزاوية الضيقة أي رأي (مع) أو (ضد).. بينما أتوقف عند هذا الحد فأقول: هل ينقص المرأة العربية المآسي والمشكلات حتى تنحاز الى تلك المهازل? ألا يكفي ما تتعرض له المجتمعات العربية من إذلال واحتلال واقتتال أم أن عبارة (المرأة نصف المجتمع)هي عبارة جوفاء لا قيمة لها بين الأرض والسماء?
فالمرأة في كل المجتمعات هي صانعة الحياة.. فهل تتحقق شخصيتها إلا في معطيات وجودها أم في اعتناق قيم من الفكر الغربي أو الأميركي? أم أن انتماءها في تكوينها من خلال واقعها هو الأهم والأجدر? وهل عليها أن تتبنى ما هو في العالم الغربي والأميركي في تقويمه لحرية المرأة أم أن عناق الحرية لا يكون إلا بهذه الوسائل التعبيرية?
والمشاهد لا تحتاج الى شاهد.. والخطط العدوانية على شعوبنا العربية لا تتوقف عند ميادين القتال بل تتسرب كالأدواء الى شرائح كثيرة وأولها بنات حواء.. فهن عن وعي أو غير وعي يحملن ألوية التفكيك والتشكيك ..
تفكيك هذه المجتمعات وانفصالها عن تقاليدها وموروثاتها والنظم الاجتماعية فيها,والتشكيك ليس بالماضي فقط بل في الحاضر ضمن ثورات ولو كانت صغيرة لكن أحجارها لا شك ستحرك البحيرات في دوائر كبيرة.
وربما تساءلنا: هل تعجز أدوات التعبير الأدبي والفني عن احتواء الحقائق المفجعة والدامية التي نعيشها في بلادنا كلها حتى نعمد الى القفز عنها وتجاوزها وكأننا في أوضاع سديدة وسليمة لا تنقصها إلا التطلعات الى غيرنا من المجتمعات?
خسارة.. يا بنات الحارة.. أن تملكن القدرة إن لم نقل الموهبة في الوصول الى الأضواء وتسخير الدعاية وشاشات الفضاء... وبعد ذلك لا نجد إلا زبداً يذهب جفاء.. أما ما ينفع الناس وما يواسيهم ويداوي جراحهم أو يمد يد العون لهم فهو غائب أو مغيب وبالامكان أن يكون الفاعل والمؤثر والمحبب.