التثاؤب
--------------------------------------------------------------------------------
حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( إن الله يحب العطاس )
تقدم شرحه قريبا .
قوله : ( وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان )
قال ابن بطال إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة , أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه . لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب . وقال ابن العربي : قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته , وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملك لأنه واسطته , قال : والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان , والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النشاط وذلك بواسطة الملك . وقال النووي : أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه , والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل .
قوله : ( فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع )
أي يأخذ في أسباب رده , وليس المراد به أنه يملك دفعه لأن الذي وقع لا يرد حقيقة , وقيل معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب , وجوز الكرماني أن يكون الماضي فيه بمعنى المضارع .