متى نشأت اللغة العبرية؟
سعد ناصر الدين


من فترة ليست قريبة، زارني أحد المثقفين، وسألني السؤال التالي: -

متى بدأت اللغة العبرية، وهل هناك ما يسمى اللغة العبرية؟؟


تعجبت من سؤاله، فإني - كما قد درسنا في كتب التاريخ - نعرف أن العبرانيين هم من الأصول السامية، وأن لهم لغة خاصة..... ولما أخبرته ما أعرف، اعتدل في جلسته، وتحمس، وقال: لا يا استاذي، كل ما قلته خطأ قد وضعه أعداء العربية.... قلت: كيف؟

قال: لم تكن هناك أية لغة تعرف باللغة العبرية قبل سنة 1517، وحدد السنة بالذات... فاستغربت، لأننا نقرأ كثيرا أن اللغة العبرية شبيهة بالعربية،

قال: انتظر استاذي، فإني أقوم ببحث أثبت به وجهة نظري، ولكن، قبل أن ترى بحثي، أرجو منك البحث عن هذا الموضوع، بأن تبدأ بحثك في كتب الآولين، الكتب التي كتبت قبل القرن الرابع عشر، وإن وجدت بها أي ذكر لأي شيء عن ما يسمى :اللغة العبرية، فصوره لي، مهما كلف التصوير أو شراء المرجع من ثروة...
وبالحقيقة، إنني منذ أمس، قد زرت مكتبتين عامتين، وبدأت البحث، ولم أجد شيئا حتى الآن..

فهل منكم إخواني وأخواتي ، من يستطيع مساعدتي بمثل هذا البحث، حتى أساعده؟؟

شكرا سلفا


ملاحظات متعلقة بالموضوع:

علينا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: من هم العبرانيون؟ ومتى سموا بالعبرانيين، وهل ذكر اسمهم في التاريخ القديم، الذي لم يعبث به المستشرقون؟؟ ولماذا سموا بالعبرانيين؟؟؟

يقول صديق لي: كلمة العبرانيين قد أخذت من كلمة عَبَــرَ العربية، وذلك كما يدعون، أن سيدنا إبراهيم عبر بهم النهر، فكل من عبر النهر، أسمهوه: عبر، وحرفوا الكلمة بكسر العين وتسكين الباء، ويتساءل صديقي: هل كل من عبر النهر، صارت له لغة خاصة به؟؟؟
من هنا بدأ صديقي البحث والتقصي، مع أنه لم يصل إلى إثبات كامل، وإنه ينتظر أن يساعده من يطلع على المراجع الآولى في التاريخ، كتاريخ ابن خلدون وغيره، فهل فيها ذكر لليهود، بأن لهم لغة خاصة؟




معاناة اللغة الآرامية


جي بوشينسكي


14 نيسان، 2005



إن محاولة إماطة اللثام عن ألغاز اللغة الآرامية أشبه ببدء رحلة أوديسية عبر صحارى
وجبال وأودية الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا وشمال أفريقيا.

إنها مغامرة ثقافية تلتقي خلالها بمصفوفة من الباحثين العلمانيين ورجال الدين المؤمنين
وأناس عاديين ـ مسيحيين ويهود ـ ذوي خبرة بتاريخ تلك اللغات السامية،
التي مازالت لغات حية في بعض الأماكن.

ويخبرك هؤلاء عن الفرق الإسرائيلية التي تغني أغانٍ آرامية معاصرة، وعن البرامج الشعبية
في الإذاعة والتلفزيون التي تُبث باللغة الآرامية أو السريانية من كندا والولايات المتحدة والدول الإسكندنافية،
وعن القرى النائية في سوريا والعراق، حيث الآرامية هي اللغة الدارجة أكثر من العربية.

ويجلّ اليهود اللغة الآرامية لأنها ترد بالتناوب مع العبرية في الأجزاء الأخيرة من الكتاب المقدس،
الكلام التلمودي، وتشتمل على العديد من الصلوات اليهودية الأكثر أهمية، بما فيها ندّابو قادش.
كما أن المسيحيين يوقرونها باعتبارها اللغة التي تكلم بها السيد المسيح وحواريه.
وما تزال النسخة الشرقية من اللغة الآرامية، السريانية، مستخدمة في الطقوس الدينية
في الكنائس القديمة في العراق وسوريا.

لقد جلب اليهود الأكراد اللغة الآرامية معهم من شمال العراق وإيران وتركيا إلى إسرائيل.
وما يزال كبار السن منهم يتحدثون بها في البيت، كما هو الأمر مع اليهود الشرقيين
الذين يتحدثون بالييدية (Yiddish) مع آبائهم وأجدادهم. لكنهم يعتبرونها أيضاً دليلاً على كونهم
متحدرون من سلالة "القبائل العشر المفقودة" التي رحّلها الآشوريون بالقوة
منذ حوالي قرن قبل إبعاد البابليين للقبيلتين اليهوديتين المتبقيتين.



تكملة للموضوع.. ج 2

كان الظهور الأول للغة الآرامية منذ 3000 سنة، كلغة للآراميين القدماء الذين أسسوا
أمارة "بدان آرام" (Padan Aram) وأمارة "آرام النهرين" (Aram Naharayim).

واستخدم الآشوريون اللغة الآرامية كلغة مشتركة فيما بينهم، ثم أصبحت لغة امبراطوريتهم،
كما حدث مع البابليون والفرس. فكل هذه الأقوام استخدمت اللغة الآرامية في الإدارة والتجارة،
من الهند إلى إثيوبيا. أما الذين لم يتكلموا الآرامية ضمن ممالكهم الخاصة،
فكانوا على الأقل يفهمونها ويحسنون قراءتها، كما قال أحد الباحثين.

في فترة المعبد الثاني، منذ 2000 سنة مضت، كان يهود أرض إسرائيل
يستخدمون اللغة الآرامية الفلسطينية على نطاق واسع. وبعد ظهور المسيحية،
طور أتباعها لهجة خاصة بهم تختلف إلى حد ما عن لغة اليهود.
لكن اللغة الآرامية بقيت الأهم مكانة في منطقة الهلال الخصيب حتى الفتح الإسلامي
في القرن السابع، فبدأت تتراجع مكانتها تدريجياً أمام اللغة العربية.

ونجد أن نفس الاسم المستخدم الترجمة السريانية للكتاب المقدس (Peshitta)
هم اشتقاق من الكلمة العبرية (Pshat)، أو "الإيضاح".
فالكثير من الكلمات ذات الأصل الواحد يمكن لمتكلمي العبرية فهمها بسهولة.
مثلاً، تُلفظ عبارة (toda raba) أي ("thank-you") بنبرة توكيد على المقطع الأول
من كل كلمة أكثر من المقطع الثاني، كما هو الحال في اللغة العبرية المعاصرة.


ويكمل كاتب المقالة فيقول... ج 3
قال باحث مسيحي مقيم في القدس، وقد أصر أيضاً على عدم ذكر اسمه،
أن شتات (Diaspora) المتكلمين بالآرامية ـ أو السريانية ـ يشمل:
كندا، السويد، النرويج، أستراليا وإنكلترا. (ووسع هذه القائمة باحث آخر لتضم:
فرنسا ـ وخصوصاً مرسيليا ـ ولبنان وجنوب الاتحاد السوفييتي السابق).

وعدّد الباحث المقدسي الكنائس الشرقية الرئيسية الأربعة التي تقيم صلواتها
باللغة السريانية, وهي: السريانية اليعقوبية، السريانية الكاثوليكية، النسطورية
والكنائس الكلدانية (والأخيرة كانت تُعرف سابقاً بكنيسة جيروم).

وكانت الآرامية الفلسطينية هي اللغة الأكثر انتشاراً وسط مسيحيي الأرض المقدسة
حتى القرن السادس عشر، كما أوضح الباحث، مع ملاحظة منه أن
تحولهم إلى اللغة العربية كان أسرع في المرتفعات منه في السهول والوديان.

وقد جرت عملية مشابهة في سوريا والعراق وإيران، حيث تحول المتحدرون
من أصل آرامي والمجموعات الإثنية الآشورية والبابلية الفارسية إلى الديانة المسيحية،
وتبنوا اللهجة الآرامية لشمال غرب بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف بالسريانية.
ومع انتشار اللغة الآرامية، حلّت، عملياً، محل اللغة العبرية،
وتناقص عدد المتآلفين مع اللغة التوراتية.
وكذلك كان حال أخوتهم في الدين في بابل والمناطق المحيطة ببلاد ما بين النهرين،
إلى حد أن سفر دانييل، وهو وليد تلك البيئة، " يعتبر آرامي بنسبة 80% منه"، كما قال الباحث.
والجزء الأخير من المقالة ج 4

ورغم التأثير الثقافي للغة والثقافة اليونانية في العهد الهيليني،
"بقيت الآرامية اللغة المسيطرة في هذه البلاد، وحلت أبجديتها ذات الخط المربع
محل الأحرف المتصلة لنظام الكتابة الكنعاني ـ الفينيقي
الذي تبناه العبريون بالأصل"، كما قال دوبتشك.
لكن نهوض المسيحية وكتابة العهد الجديد باللغة اليونانية خلق "عقبة" أمام تعمير الآرامية.
وتزامن مع هذا تبني المسيحيين الشرقيين أشكالاً مختلفة من الأبجدية الآشورية
التي تذكّر حروفها بالأبجديات العبرية، لكن هذا لم يكن كافياً لجعلها مقروءة من قبل معظم اليهود.


تعقيب، وملحق

في الرابط التالي، بعضا مما وضع في الموضع أعلاه، وما أضعه هنا إلا للمناقشة:



http://www.arabicwata.com/Forums/top...?TOPIC_ID=1731





أنظر الرابط التالى لمقال ترجمته عن تاريخ اللغات السامية بما فيها العبرية
http://alfouaad.jeeran.com/اللغات%20السامية.htm