كلمة ع الماشى عن الحلاج
إبراهيم عوض
قال طه عبد الباقى سرور فى كتابه عن الحلاج: "ومع هذا، فبغداد والعراق قد أصبحتا عَلمًا عالميٍّا على التدهور الخلقي، والانحلال الديني، والفساد الاجتماعي. ماذا فعل الصوفية حيال كل هذا، ولهم المكانة ولهم الجاه، ولهم الحب والتقدير عند الخاصة، والسلطان الشامخ على العامة؟ لقد فكر الحلَّاج في كل هذا وأطال التفكير، فلم يرضَ عنه، ولم يطمئن إليه، وعبَّر عن سخطه بكلماتٍ من لهيبٍ وبرقٍ … إن الله سبحانه، كما يقول الحلَّاج، لم يقبل من الناس عبادتهم إذا اختلَّت سياستهم، وفسدت أخلاقهم، ثم استكانوا للبغي والفساد! وإن لله سبحانه، كما يقول الحلَّاج، لن يقبل من أصحاب الأردية والأكسية دندناتهم وكلماتهم ما لم ينهضوا للحق ويجهروا به، ويقدموا دماءهم في ساحة الاستشهاد والفداء. وقد آن لرجلٍ من رجال لله أن يرفع صوته، ويؤذن بالدعوة، وإن الحلَّاج ليَهَب نفسه ويرصدها لهذه الغاية الكبرى. وإن كان يمسك نفسه حينًا، ويقلب وجوه الرأى أحيانًا، فليس عن ترددٍ أو ضعفٍ، إنه يريد أن يستوثق من نفسه، وأن يطمئن إلى عُدّته، هل كملت رياضاته؟ وهل نضجت مجاهداته؟ وهل خلص له قلبه؟
إن قلبه لينازع عقله فيما يريد، وإن وجدانه ليصاول تفكيره فيما يحب … لقد تعشق بقلبه ووجدانه وروحه المنهج الصوفي، ورصد كل قواه منذ صباه لحب لله وعبادته والجهاد في مرضاته حتى يصل إلى فناءٍ كاملٍ تفنى فيه إرادته في إرادة لله، ونوازع بشرية في كمالات عبادته، وأهواء نفسه في لذة أنسه وجلال قربهِ. وإن هذا الجلال، وهذا الحب، وهذا الفناء ليكاد يسرقه عن نفسه، وعن رسالته حينًا وحينًا، يُخيل إليه أنهما ارتبطا واتَّحدا، وأصبحا شيئًا واحدًا. إنها عاصفةٌ من التفكير المزلزل، المتعدد الألوان والصور، خلص له منها أمر يقيني اطمأن إليه اطمئنانًا لم يجده عند سواه. إنه في حاجةٍ إلى خلوةٍ كاملةٍ يعيشها متحنثًا متطهرًا ذاكرًا قانتًا، خلوة تؤهله أو تدنيه من الكمال، وتزوده وتعده للجهاد العنيف الشاق الذي اعتزم القيام به في وجه جميع القوى. ومن ثم اعتزم الحلَّاج أن يرحل إلى بيت الله المقدَّس، ليخلوَ بنفسه في أرض الوحي والإلهام، ليزداد قربًا من ربه، وكمالًا في نفسه، وهما عدته ومعراجه إلى هدفه.
وفارق الحلَّاج بغداد فجأةً إلى مكة المكرمة. وبعد أن طاف بالبيت العتيق، وامتلأت عيناه بالمشاهد التي شهدت خطو الملائكة وجهاد خاتم النبيين، نذر البقاء عامًا للعمرة في حرم البيت المبارك للتطهر والنسك، والتصفية القلبية والإعداد الروحي. عاش الحلَّاج في مكة عامًا كاملًا في صمتٍ مطلقٍ، وتأملٍ متصلٍ، وعبادةٍ ونجوى، عاش في الحجر لا يستظل تحت سقفٍ شتاءً ولا صيفًا. عن أبي يعقوب النهرجوري قال: دخل الحلَّاج مكةَ أول دخلةٍ وجلس في صحن المسجد سنةً لم يبرح من موضعه إلَّا للطهارة والطواف، ولم يحترز من الشمس ولا من المطر، وكان يُحْمَل إليه في كل عشيةٍ كوز ماءٍ وقرصٌ من أقراصِ مكة، وكان عند الصباح يُرى القرص على رأس الكوز وقد عُضَّ منه ثلاثُ عضَّاتٍ أو أربعةٌ فيحمل من عنده.
عاش الحلَّاج حياته العجيبة القاسية الشاقة عامًا كاملًا. ما هي خواطره؟ وما هي تأملاته؟ وما هي القوة التي تزود بها في خلوته؟ لقد لزمت كتب التاريخ الصمت حيال هذه الفترة من حياته... إن تأملات الحلَّاج وأحلامه وخواطره ورياضته بمكة تصورها لنا أولى كلماته التي نطق بها بعد عامٍ كاملٍ من صمته. لقد خرج الحلَّاج من عزلته فتلقَّاه أتباعه يسألونه عن شأنه، فترجم عن أمره بتلك الجملة القصيرة المعبرة المصورة لحالته حيث قال: لو ألقى مما في قلبي ذرة على الجبال لذابت".
لقد حبر طه عبد الباقى سرور فى أوائل ستينات القرن المنصرم كتابا عن الحلاج قوى الأسلوب حار العاطفة مفعما بمدح الرجل مدحا غاليا وتزويق صورته تزويقا جامحا حتى إن القارئ ليشعر بلفح الحرارة تهب عليه من الكتاب. لكنك إذا ذهبت تفتش الكتاب عن أسانيد يرتكز عليها هذا الكلام لم تجد. إنه مجرد كلام جميل ملتهب، بيد أنه تنقصه البراهين. وما هكذا تؤلف الكتب. ولنأخذ مثالا واحدا على ما نقول. إن المؤلف يحاول باستماتة أن يجعل من الحلاج مصلحا سياسيا واجتماعيا لا يكتفى بما يكتفى به سائر المتصوفة من مجاهدات روحية ومكاشفات إلهية، زاعما أنه كان يريد أن يقيم دولة تقوم على شريعة الإسلام والعدل والرحمة ويختفى منها الترف والكبر والفساد والانحلال، ويحظى فيها الفقراء والمساكين بحقوقهم، ويحكمها الأبدال...
والآن إذا ما نظرنا فى النص الماضى فماذا نجد؟ نجد الفكرة التى قامت عليها رغبته فى الإصلاح، وهى فكرة الذهاب إلى مكة ومقاطعة الناس فلا يكلمهم ولا يتعامل معهم ولا يختلط بهم. فهل من يريد أن يقيم دولة يصح أن يقاطع الناس على هذا النحو العجيب بل السخيف؟ إن من يعمل على إقامة دولة لا بد له من التداخل فى الناس، على الأقل: الناس الذين يعتمد عليهم فى إنجاز مشروعه، سواء المفكرون أو الدعاة أو المحاربون أو الممولون... إلخ. أما الانقطاع عن الخلق على النحو الذى رأيناه فهو سبيل الفشل والضياع. وإنى لأضحك سخرا واستهزاء مما قيل إن الحلاج قد نطق به فى آخر العام، إذ قال: لو ألقى مما في قلبي ذرة على الجبال لذابت. فبالله ما الذى منعه أن يلقى بشىء مما فى قلبه فيذيب الخليفة وقصره ويخرجهما من الوجود ويريح الناس من فساد الخليفة وقصره ورجاله؟
كما أنه من غير المعقول أن يبقى إنسان أى إنسان فى الحر والبرد طوال عام كامل فى العراء لا يتحرك من موضعه إلا إذا احتاج إلى دورة المياه أو الطواف. فهل من يستطيع أن يتعرض لشمس مكة سنة كريتة دون أن يصاب بضربة شمس تقتله وتريح الناس من قلة عقله وحماقته وتنزل به ما يستحقه من عقاب جراء بلاهته وسخافة تفكيره؟ ثم ما الذى أزَّه على تعذيب بدنه وروحه بهذا الشكل؟ إن الإسلام لينفر من ذلك التصرف ويدينة أيما إدانة. وصدق الله العظيم إذ يقول: "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟". ثم كيف يقضى الرجل عاما تاما دون أكل أو شرب تقريبا؟ يقينا ليموتن من يفعل ذلك، أو ليصيرن شبحا من الأشباح. ثم لماذا كان يذهب إلى دورة المياه، وهو لم يكن يأكل أو يشرب؟ كما أن من ينفق سنة كاملة من عمره صامتا تماما لا بد أن يجن أو يستحيل طفلا ما دام عقله لا ينمو ولا يدخله أى شىء من المعارف. ويقترب من هذا قول بعض المتحمسين له من البكاشين مثله إنه سمعه يقول عن عبادته لربه وعدم توانيه عن ذلك لحظة: ربما أغفو غفوةً وأنادَى: أتنام عني؟ إن نِمتَ عنى لأضربنك بالسياط. إن هذا كلام لا يتفوه به سوى واحد من اثنين: إما كذاب قرارى، وإما أحمق مجنون. ولم يكن الحلاج يوما بمجنون!
إن الرهبان أنفسهم الذين حمل عليهم القرآن الكريم لم يكونوا يصنعون بأنفسهم هذا. فكيف يتجانف الرجل طريق الإسلام والحق ويلتزم طريق الباطل ثم يأتى ناس فى آخر الزمان فيثنون عليه ويتصورون أنهم يستطيعون تضليل الناس بإيهامهم أن الحلاج كان يتقرب إلى ربه بما يفعل مستهدفا تنقية روحه وتصفية ضميره وتطهير نفسه حتى يكون مستعدا لتنفيذ مشروعه العظيم، مشروع إقامة دولة الحق والعدل والرحمة والتواضع، تلك التى سوف يحكمها الأبدال؟ ثم ما أولئك الأبدال هؤلاء؟ إن هذه وحدها لطامة كبرى، إذ هى من خرافات المتصوفة التى لا تدخل عقل عاقل ولا حتى مجنون أو أحمق، وإلا فمن أولئك الأبدال؟ وأين يعيشون؟ وماذا يفعلون؟ وكيف يحكمون الدول؟ وما المواهب التى بها يتمتعون وتعينهم على ذلك العمل الجبار؟ وأنا لا أستطيع أن أتذكر أحدا فعل هذا سوى أم مصعب بن عمير، وكانت وثنية مشركة، إذ حين دخل الإسلام امتنعت عن الطعام والشراب ولم تكون تستظل بشىء من حر الشمس حتى يكون تصرفها هذا أداة ضغط على ابنها، لكنه لم يلن لها ولا لتوسلاتها أو تعذيبها لنفسها. فبئس مثلا هذا الذى يتشابه سلوك الحلاج معه!
لقد كان الرجل بهلوانا مشعبذا، فقد روى عنه مثلا أنه كان يتلون في ملابسه: فتارةً يلبس لباس الصوفية، وتارةً يتجرد في ملابس زريةٍ، وتارةً يلبس لباس الأجناد، ويعاشر أبناء الأغنياء والملوك والقوَّاد. وقد رآه بعض أصحابه في ثيابٍ رثَّةٍ، وبيده ركوةٌ وعكازٌ وهو سائحٌ. وهذه تصرفات مهرج، اللهم إلا إذا قال أحدهم إنه كان ناقص العقل أحمق. ومن بهلوانياته ما يحكى عنه مما أورده طه عبد الباقى سرور على سبيل المدح والتعظيم، إذ قال: "لقد انبثق الحب الأعلى، الحب الأعظم، في قلبه ووجدانه، وحسه ودمه وكيانه، فأذهله وحيره، وأفناه عمن سواه، حتى لنراه، في أسواق بغداد بقامته الفارعة، ولونه الأسمر الجميل، وسمته المهيب، ومنطقه الساحر، وهو يهيم على وجهه، وقد صرعه حبه، وهو يصيح: يا أهل الإسلام، أغيثوني! فليس يتركني لنفسي فأتهنَّى بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها. وهذا دلالٌ لا أطيق".
فأى تنطع وتساخف هذا الذى يقوله الحلاج حسبما تحكى لنا الرواية! لقد اراد هذا الأحمق أن يرتقى مرتقى صعبا شديد الجماح. فمن هو حتى يتدلل عليه الله سبحانه؟ ثم إن الكلام يكذب بعضه بعضا ويكذب صاحبه قبل أن يكذب نفسه، فهو يقول إن الله قد استلب نفسه منه. فإذا كان قد استلب نفسه منه واحتفظ بها عنده فكيف كان يشعر بها وما تعانيه من آلام؟ إن هذا أكبر تكذيب لما يقول. وهى دعوى خرقاء تدل على أن صاحبها قد فقد عقله وحياءه وفقد أشياء أخرى غير عقله وحيائه. ثم لماذا يسلب الله نفس عبد من عباده؟ أهى شىء لم يره الله قبل ذلك فطمع سبحانه فيه؟ أولا يكون هذا الطمع إلا فى نفس أحمق كهو؟ وهل كانت نفسه أفضل من نفوس الأنبياء عليهم السلام وأنفس بحيث طمع الله فى نفسه ولم يتطلع إلى نفوسهم ولا اهتم باستلابها؟ ثم ماذا يفعل بها الله سبحانه؟ وهل لو ترك عز وجل الحلاج دون أن يستلب نفسه، هل كان الحلاج يبقى بمنأى عنه فلا يستطيع أن يضع يده على نفسه؟ ألا إن نفوسنا طول الوقت فى يده سبحانه وتعالى. وإلا فمن أين أتت نفوسنا وكل شىء فينا؟ أليس من الله عز شأنه؟ ألا ترون سخف مزاعم الرجل وحوارييه الذين يرددون هذا الهلس يريدون تثبيته فى نفوس الساذجين؟
وكان يَدَّعِي حلول الله فيه، وأُثِرَتْ عنه أقوال يتحدث فيها عن نفسه والله بوصفهما شيئَا واحدًا. كذلك قيل إنه دعا إلى إسقاط فريضة الحج والاستعاضة عنها بالدوران حول حجرة طاهرة في البيت والقيام ببعض أعمال الخير تجاه الفقراء،كإطعامهم وتوزيع الأموال عليهم. ويحكى عنه من لهم اعتقاد فيه أشياء لا تقبلها عقليتنا الإسلامية المستنيرة التي ترى أن الله سبحانه قد نظَّم الكون على قوانين صارمة، وأنه إذا كان هناك خرق لهذه القوانين فلا سبيل إلى التصديق بها إلا عن طريق الوحي الإلهي. من ذلك قولهم إنه كان يمد يده في الهواء ثم يستردها وقد امتلأت بالدراهم، وكان يسميها "دراهم القدرة". كما رؤى أنه أحيا عددًا من الطير، وأنه كان يأتى بالفاكهة في غير إبانها، ويقرأ ما في نفوس الناس. أما من كان رأيهم فيه سيئا فقد كانوا يَعْزُون ذلك إلى ما تعلّمه في الهند من السحر والشعوذات، وإلى الحيل التي كان يُعِدّها سَلَفًا ويموّه بها على السذَّج.
وقد حُكِيَ عن واحد من هؤلاء الأخيرين أن الحلاج لما قال له: "تؤمن بي حتى أبعث إليك بعصفورة تطرح من ذَرْقها وزن حبة على كذا مَنًّا من نحاس فيصير ذهبًا؟" رد عليه متهكما: "بل أنت تؤمن بي حتى أبعث إليك بفيلٍ يستلقي فتصير قوائمه في السماء. فإذا أردتَ أن تخفيه أخفيته في إحدى عينيك؟"، وأن الحلاج قد بُهِت عندئذ وأُفْحِم. كما ذكر واحد آخر منهم أن الحلاج لما أرسل إليه يدعوه إلى الإيمان به ومتابعته على ما يقول قال للرسول: "هذه المعجزات التي يُظْهِرها قد تأتي فيها الحيل، ولكن أنا رجل غزل، ولا لذة لي أكبر من النساء وخلوتي بهن. وأنا مبتلًى بالصلع، ومبتلًى بالخضاب لستر المشيب. فإن جعل لي شَعْرًا ورَدَّ لحيتي سوداء بلا خضاب آمنتُ بما يدعوني إليه كائنًا ما كان: إن شاء قلت إنه باب الإمام، وإن شاء: الإمام، وإن شاء قلت إنه النبي، وإن شاء قلت إنه الله!" وأن الحلاج لما سمع جوابه يئس منه وانصرف عنه. وقال بكاش من أتباعه: إن الحلاج أقبل على دكان قطان ببغداد يستعين به على قضاء حاجتهوكان للرجل بيتٌ مملوءٌ قطنًا، فقال له الحلاج: اذهب في إصلاح شغلي، فإني أعينك على عملك. فذهب الرجل. فلما رجع رأى كل قطنه محلوجًا، وكان أربعة وعشرين ألفَ رطلٍ، فسُمِّيَ من ذلك اليوم: "حلَّاجًا"، ولازمته هذه الكنية طوال حياته. وهذا كذب مفضوح. ولم يا ترى، ما دام له معجزات وكرامات، لجأ إلى ذلك القطان ليحل له مشكلته ولم يحلها هو بفرقعة من إصبعه أو تعزيمة من فمه، وكفى الله الحلاجين تنظيف الأقطان؟
وقد نُسِب إليه ادعاء النبوة والألوهية والقول بسقوط الحج إلى مكة. وشهدت عليه زوجة ابنه بأنها كانت نائمة على السطح ذات ليلة، وكان معها ابنته، ففوجئت به يغشاها. فلما هبت مذعورة مستنكرة ذكر لها أنه إنما جاء ليوقظها لصلاة الفجر. كما اتهمته أمام القضاة الذين كانوا يحاكمونه بأنه أمرها صبيحة ذلك اليوم، وهي نازلة من السطح وكان هو في أسفل الدَّرَج، أن تسجد له فرفضت. وقد زعم أتباعه من البقر البشرى، بعد أن حكم عليه بالصلب، أن الذي قُتِل وصُلِب ليس هو الحلاج بل عدوه، أُلْقِيَ عليه شبهه فظنه الناس الحلاج. كما ادعى بعضهم أنهم رأوه بعد القتل راكبًا حمارًا في طريق النهروان، وأنه قال لهم: لعلكم مثل هؤلاء البقر الذين ظنوا أني أنا المقتول والمضروب. ومن الكذب الفاحش المجرم قول أحد المتحمسين له إن الحلَّاج حفر حفرةً وأوقد فيها النار ووضع هاوونا حتى صار كالجمر، وقال لمن يجادله من الصوفية، ومن كبار العارفينب الله فليتقدم ويقف على الهاوون داخل النار. فلم يقدر على ذلك أحد. ثم إنه تقدم ووقف عليه فذاب تحت أقدامه حتى صار كالماء. فإذا كان هذا صحيحا فلم ترك السلطات تقتله وتصلبه ولم يعمل شيئا ينقذ نفسه من أيديهم؟