زهير أبو حذيفة/ الأديب والشاعر عدنان مردم بك في سطور

[زهير أبو حذيفه]

الأديب والشاعر عدنان مردم بك مؤسس المسرح الشعري في سورية وأحد روّاده في الوطن العربي..بقلم وسام طيارة

تمتزج الروح مع القلب، لتشكل تلك اللوحة الشعرية، وبين مسرح الحياة وجمالية الكون، يبدو الإنسان بمسيرته الحياتية شمعة متوقدة من الوهج الذي يلامس ويؤنسن مدارات الفضاء، وبين موسيقى الشعر وشخوص الحكايات تحلق مشهدية مبهرة تحاكي نشوة الحاضر وإيقاعات الماضي. فمِن فلسفة وإرث أبيه العلامة خليل مردم بيك الذي كان واحداً من أكبر وأهم شعراء الشام، نهل الأديب والشاعر عدنان مردم بيك (1917- 1988م، الكثير من العلم والمعرفة، صاحب مسرحية فتح عمورية عام 1933 ومسرحية عبد الرحمن الداخل عام 1934 والكثير من الروائع المسرحية، أسس من خلال لغته الشعرية مدرسة إبداعية راقية، فقد اهتم ومنذ نشأته بدراسة الأدب الأوربي وخاصة المسرح الشعري، وبهدف نشر بعض الإبداعات الأوروبية وحاجة المسرح العربي لمسرحيات متقاربة وملتزمة بقضايا الأمة القومية والوطنية، قام بترجمة الكثير من المسرحيات للعربية، لكنه لم ينسَ أيضاً النبش في التراث العربي الإسلامي وإخراج الكثير من الدرر الثمينة وتقديمها بلغة جديدة.
ولعل نشأته في بيت دمشقي عريق تفوح من جنباته روائح الياسمين الشامي، وتتجلّى بنيانه من طاقة الأولين، ومن حواضر وأوابد لا تزال شامخة، جعلته يقدم في كل ما كتب لوحات تعبيرية وجمالية تحاكي العشق في جمالية الزمان والمكان من خلال بوابة عشقه للغة العربية والتي كان يدافع عنها بحماسة كبيرة.
يرى مردم بيك بأن المهم لدى الشاعر أو الكاتب أن يكون هاضماً لموضوعه وممتلكاً للعلم والمعرفة، كما يرى بأن الأدب العربي بمجمله غنائي، وهو بطبيعته بعيد عن المسرح واستساغته المسرحية، أما بالنسبة للمسرح العربي فإن ما يُميّزه حسب رأي الراحل بأنه مسرح ملتزم، يحاول معالجة القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية، وأن المسرحية التاريخية ستبقى في صيرورتها تحتل الصدارة.
لقد ترك الراحل عدداً كبيراً من الأعمال الشعرية المسرحية، لتكون ذخيرة للدارسين والمهتمين، ولكن الأهم أنه أسس لمسار لم يسبقه من قبل أحد في المسرح الشعري العربي.

وسام طيارة

[غالب الغول]

شاعر وطني مشهور , رحمه الله , شكراً لعرض نبذة عن حياته ,