الحكيم الميت
إنها الواحدة بعد منتصف الكأس
ورغم كل توابل العالم التي شربتها
مازالت رائحة الليل
تفوح من عيني المفتوحتين
كزنزانة هرب منها سجين
بعدما طعن الحارس
بقلم رصاص مبوّز
(عندما ودعت قبري لم تغادرني زواياه ولم ينتظرني عند بابه غير إحساسي العظيم بالجوع للكلمات التي لم تلدها الكتب بعد)
عندما لا تموت طويلا
تظن أنك الوحيد الذي بعث من شعرها انهمارا
يشبه تشكل جنين في رحم ابتسامة
في الثانية بعد منتصف الانهيار
يأتيك فنجان قهوة تركية
يعيد لألمك حقه من التوازن
وبعد ضحكتين أو أكثر
ينام الخيال وتبدأ رحلة الحقيقة
إذ لا مجال للنكران
فمنتصف العمر كذبة كبيرة
في الثالثة بعد منتصف العمر
يزورك عجوز أبيض اللحية كل ليلة
يعطيك عكازه
ليسقطك تحت وطأة حكمته
تلك الحكمة التي تميز الشيوخ
وتقتل الشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيبن
فما الرقصة المرجوة من تمثال
لا يجيد سوى النظرة البلهاء
وادعاء الحكمة
وما الغاية من قصيدة أو لوحة أو مقطوعة موسيقية
ليست مجنونة
أيها الحكيم الميت