كيف مات علي الجازم...؟
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



" مات .. وهو يستمع إلى شعره ! "
هو " علي الجارم ".. واحدٌ من أبرز و أقوى شعراء العروبة في العصر الحديث .. لم يحظ بتلك الشهرة التي يستحقها .. شأنه في ذالك شأن السابقين لعصرهم ..!
كان " الجارم " جميل الإلقاء .. فصيح البيان .. صاحب صوت رخيم .. وصفه العقاد بـ " زينة المجالس " .. ظل كذالك حتى فقد أحد أبناءه وكان طالباً في كلية الهندسة !
وفاته كانت غريبة جداً .. بل ومؤثرة إلى حد كبير ..
كان الجارم مصاباً بداء في القلب .. وقد جاءت وفاته ملائمةً لشاعريته .. وهذا قدر العظماء .. حيث يموتون كما أرادو .. وكأنها احتفالية للقدر تليق بهم وبمكانتهم !
فقد حدث أن أغتيل " النقراشي باشا " رئيس وزراء مصر في تلك الفترة ( 1948م ) والذي كان صديق عمر شاعرنا الجارم .. فحزن عليه ورثاه بقصيدة طويلة بديعة ..
في احتفال كبير أقيم بمناسبة " ذكرى الأربعين لوفاة النقراشي باشا " ذهب الجارم في جمع من رجالات الأدب والسياسة .. ولكنه لم يصعد لإلقاء القصيدة ، بل قام نجله بإنشادها بدلاً عن أبيه .. وأخذ يتلو أبيات القصيدة مبتداءً :
ماء العيون على الشهيد ذرافُ
لو أن فيها من معينك كافي
ثم استطر في القراءة حتى وصل إلى بيت أبيه يقول فيه :
نم هادئاً إن الغراس وريفه
تزهى بأكرم تربةٍ وقطافِ
وهنا .. هنا فقط .. مالت رأس شاعرنا " الجارم " على صدره .. وكان جالساً في الصفوف الأمامية .. فلاحظ الجالسون حوله .. فلما حالوا إفاقته وجدوه قد فارق الحياة !
شيء عجيب ولا عجيب في الموت .. !!! سبحان الله !!