لولا صعبة الكلمة لقلتُ في هجاء الأوطان !!
ولكن الحقيقة أن المهجًو هم السيئون في الوطن ..
ومن ذلك قول القاضي عبد الوهب المالكي :
بغداد دار لأهل المال طيبة * وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أجري في أزقتها * كأنني مصحف في بيت زنديق!
وقيل أنه حين أخرجه الفقر من بغداد،قال وهو يودعها :
والله لو جدتُ فيك قرص شعير كل يوم ما تركتك!!
ويُقال أن المذيع السوداني أيوب صديق - ذات نشرة - بدلا من أن يقول :
هنا لندن
قال :
هنا أم درمان!!
ثم قال :
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
وهذا الشاعر السيد أبو القاسم الشريف السبتي .. وقد هجر بلده"سبتة"مبكرا .. فحظي في غرناطة .. وعاش .. ومات فيها .. حتى نُسب إليها فاشتهر بالشريف الغرناطي ..
وقد بعث بهذه"الألوكة" إلى أهل سبتة :
يا أيها الراكب المزجي ركائبه * يحثها السير بين الغور والأكم
أبلغ بسبتة أقواما ودونهم * عرض الفلا وذميل الأينق الرسم
ولُج ذي ثبج طام كأن به * أعلام لبنان أو كثبان ذي سلم
ألوكة عن غريب داره قذف * مرماه لا صدد منهم ولا أمم
أني بأندلس آوي إلى كنف * للمجد رحب وظلٍ للعلا عمم
وان غرناطة الغرا حللتُ بها * فصرت من ريب هذا الدهر في حرم
ليست كأخرى بلى ربعٌ بها وجفا * رهط وأخفر ما للمجد من ذمم
وأنكرتني مغانيها وما عُرفت * إلا بقومي في أيامنا القدم
لولا مضارب من آل النبي بها * وهنّ ما هنّ من طيب ومن كرم
وفيتة من بني الزهراء قد كرموا * لهم أواصر من ود ومن رحم
لقلتُ لا جادها صوب الحيا أبدا * إلا بناقع سم أو عبيط دم
لا يُسفحن عليها الدمع من جزع * يوما ولا يُقرعن السن من ندم
ما ضرني أن نبا بي أو نأى وطني * منها ولي شرف البطحاء والحرم : أبو القاسم السيتي
ولن نختم بقول الهاجي ..
جعل الحيا لا يجي ؟؟ لا ربعت كل الأوطان .. إلخ
فهو ليس من أهلها!!