3 - أسرة الإمام محمود خطاب السبكي-رحمه الله- (1274هـ - 1352هـ)
أنشأ إمام أهل السنة الشيخ محمود خطاب السبكي مسجدًا بجوار بيته مكان الحديقة في عطفة (الجوخدار) بالخيامية ، شارع المغربلين الممتد من الغورية و شارع محمد علي. فكان يلقي في رحابه دروسه ومنها درس الجمعة في شرح سنن أبي داود و كان الناتج من هذا الدرس أن صنف كتابه الرائع ) المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود ) و وصل فيه إلى باب (الهدي) من كتاب (المناسك) ... فكان يشمل الناس بسعة علمه و نور وجهه وسنا طلعته فلتف الناس حوله و اتسع المسجد لكثير من المريدين ليربيهم في رحاب جامعته حتى تأسست الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية فى غرة المحرم 1331هـ.
وسار قيمًا عليها حتى انتقل إلى جوار ربه يوم الجمعة 14 ربيع الأول 1352 هـ و خلفه من بعده نجله
الأمام الثاني أمين بن محمود خطاب السبكي ورث أباه في رئاسة الجمعية الشرعية ورعاية أبنائها، وكان كعادة أبيه يجلس كل يوم بعد العصر بجوار المسجد، ويحف به بعض تلاميذه و مريديه، يسألونه و يستفتونه، فإذا جاء ذكر والده ولو مائة مرة بكى بللت الدموع عينيه...
كما خلف أباه في شرح سنن أبي داود فبدأ من حيث انتهى و صنف كتابه (فتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود) ، فأكمل تراث أبيه العلمي وحققه ووثقه حتى توفي في 27 من ذي القعدة 1387هـ فخلفه نجله الأوحد.
الإمام الثالث يوسف أمين خطاب حيث كان ملازمًا لأبيه قائمًا على شؤونه مساعدًا له في تنقيح ومراجعة كتاب (الدين الخالص) و تراث الإمام محمود خطاب السبكي.
تولى إمامة الجمعية، وفي زمانه تم نقل مقر إدارة الجمعية الشرعية من (الخيامية) إلى شارع الجلاء حيث مسجد الإمام محمود خطاب السبكي, وسار على نهج أبيه وجده، حتى وافته المنية يوم الاثنين 30 من شهر صفر 1396هـ
و لم يكن له عقب إلا السيدة الفاضلة الحاجة (سناء)، و لما مات الشيخ يوسف أتى الحاج عبده مصطفى «رحمه الله» لها بعد بيومين، وقال: يا حاجة «نريد أحد يتولى الجمعية بعد رحيل الإمام، واليوم نستأذنكم في أن نبايع الشيخ عبد اللطيف المشتهرى» فقالت له: «الجمعية الشرعية كانت الشغل الشاغل للشيخ قبل وفاته والتي كانت في فكره ودمه، فكان دائما ما يردد: من أنشأ (الجمعية الشرعية) رجل مخلص وستستمر لقيام الساعة لأنها أقيمت على الإخلاص والتجرد ابتغاء مرضات الله».