النسيان:
أيضاالنسيان في ظاهره مثلبة ونقص، يكرهه الإنسان، لذلك جاء في الحديث الشريف:
آفة العلم النسيان.
لكن لوتفكرالواحد منالعرف بإن النسيان من أعظم نعم الله عليه.
إذلولاالنسيان لعاش الإنسان نصف عمره، بل يمكن عشرعمره.
بمعنى هناك أموركثيرة، لولم ينساهاالإنسان، لأوصلته إلى الموت الزؤام.
فمثلا لنأخذ ظاهرة الموت، كلناسنموت، ولايبقى إلا وجهه. وكماتصرح الآية الكريمة:
كل من عليهافان* ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام*
لوظل الإنسان يفكربالموت، لماإستطاع أن ينام ليله من كثرة القلق وعاقبة المصير.
وأيضاماأكثرالهفوات التي يهفوهاالإنسان في حياته، فإن ظل يفكر ويتحسرعلى كل هفوة، لأصيب بلقوة(اللقوة: داء يصيب الوجه يعوج منه الشدق إلى إحد جانبي العنق).
وأيضا من أفضال هذه النعمة الكبرى التي أنعم الله بهاعلى البشر،(نعمة النسيان) إستطاع الإنسان أن يسامح ويعفو، وليس يسفح ويسفو، لكل ظالم له أوغاصب لحقه. ومن هذاأشاع دينناالقويم، ونهج نبيناالعظيم مفهوم:
المسامح كريم.
هناك قول مأثور ينص:
من راقب الناس مات هما.
فمن يراقب الناس، يلاحظهاويكتشفهافي أمورشتى. فمن غني أنعم الله عليه بالجاه والمال، ومن معدم أقعده الفقرمن الحصول على قوت يومه.
والمراقب للغني يشقى، لكونه أدنى منه غنى وثراءا. ومن يراقب الفقير، يحن ويرق لفقره وفاقته.
فالمراقب للناس، معذب في الحالتين.
لكنه لايستطيع أن يكف عن المراقبة، لأنه يعيش مع ناس معه، ولكنهم مختلفون بمستواهم المعيشي عنه.
وهنا يأتي دورنعمة النسيان لتنسيه حسرته على فقره مقارنة بمن راقبه من غنى، كماتنسيه ألمه وشقاه على الفقيرالذي هوأدنى منه.
فشكرالرب العالمين الذي من علينا بنعمة النسيان، إذلولاها، لكناأسرى للحقد والطغيان.