مهداة للمراءة العربية المجاهدة في كل زمان ومكان
الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري
*****
هو ذا فجرها قد أطل يمسح الحزن والدمع والالما
جلبابها الهمم ما توضأت شمسها من ارض لها وسما
عيونها موشومة بالضحى ، بسمتها تُفجر في القلوب أملا
إذا بصرت ببارق متوثّب يرف في مقلتيه النور مبتسما
تداعب الشِعر ، تشع أطيافه في آفاقنا بدورا وأنجما
زنبقة تُخضّب القدس بدم ، تستقي به الشمائل مجدا وشمما
سوسنة تمد كف الهوى (وتحض الخالديَن : الشام والهرما)
بغدادية تعصف ريح البكاء بها تستصرخ التاريخ : الرشيد والمعتصما
مليحة في الخمار الأسود تنتخي الاكرَمين : السيف والقلما
عذراء تراودها كؤوس الذل ، تأبى الانحناء لناسك أدمن الصمما
على رصيف مهجور جلست تناغي الردى وما خبأ (الحاوي) وما رسما
وتحت مطر ناء طفقت تجمع بقايا صمتٍ تفجّر فينا واضطرما
زادها في الدرًب أنامل ياقوت تغزل الجود والكرما
****
هي العواصف تشتد غاضبة ، وتهدأ كلما أباح الحقد مددا
تُسائل الأعراب محبة ، كأنها ضربت على دروب التشتت موعدا
يعاودها الحنين إلى صحبة ، تحمّلت من الفراق مواقدا
سئمت حياةً تنقضي وعودا ، وأياما تمر تباعدا
قلت لها : غدا ستهز الأشواق دماؤنا ، قلبا دافق الطهر أوحدا
رعاك الله ، كفاك يا أخيتي ، هويتُ كما تدري كفاك تنهّدا
دعينا نهز الأشواق قلبا دافق الطهر أوحدا
دعينا .. دعينا ... فقد آن يوم فيه نثاب ونسعدا
********
القصيدة معدلة تمهيدا لطبع ديواني الجديد يحمل نفس الاسم .. مع التحية والتقدير لكل
شعرائنا وقرائنا الاعزاء - العراق في 15/4/ 2009