ذهبت والدة سامي إلى السوق فبكى شوقا لها وتعلقا، ففتح والده السكايب ، بعد إيعاز الأب لها، ليتواصل ابنها معها فقد غابت كثيرا، لكنه استمر في البكاء فهو لم يعِ أن من يكلمها هي والدته ذاتها...
من هنا نبدأ موضوعنا...
الشخصية الافتراضية والحقيقية..
نتقابل مع بشر كثيرون في الانترنيت..لكننا نخاطب عقلهم وروحهم ونعتقد أننا فهمناهم..
ولو تسنى لنا مقابلتهم لتبين لنا خصالا لا نجدها في العالم الافتراضي..
كلغة الجسد، وملامح الوجه ، نبرة الصوت..معاملتهم في الفلس والدرهم...
هي من تعطي البعد الشخصي الحقيقي..وقد تكشف أمورا هامة تجعلك تعدل نظرتك تماما وتغير فكرتك ..
ومن ناحية أخرى:
قد تجده منطلقا في الحديث في الواقع ووجها لوجه، وعندما تنتقل معه افتراضيا يثقل خطه ويتجمد...ويتغير سلوكه!! عجيب
لكن الانتقال في العلاقات الاجتماعية من عالم الافتراض للحقيقية، أمر أكثر صعوبة لاكتشافك مالم تعرف..
أما العكس فهو أسهل،فأنت عرفته ككل كشخصية من لحم ودم، ثم انتقلت معه لعالم الافتراض..
مثال:
هناك فرق مابين ممارسة العمل كذكر يساعد إخوته البنات في عمل المطبخ ، وبين ذكر يأمر وينهي من بعيد...
ماسبب المثال:
هو أن من يقترب من الشخصية ويفهمها بدقة بين الواقع والافتراض أمر، وبين عالم الافتراض فقط..هي فكرة ناقصة تماما، لايكملها غير الواقع، لذا فمخطئ من يقول:
هما عالمان متماثلان..
ونقول: متماثلان كخصال بشرية عامة، ولكن كعلاقات اجتماعية ..هناك تحفظ حولها..
نعم:
هناك فرق كبير مابين أن تتعرف على الشخص من قريب أو من بعيد.
يكفي أن تتخيل، انه لو احتجت لهؤلاء الافتراضيين في الظروف الصعبة، قد لاتصل اليهم ولايصلوا إليك، وهذه وحدها تحتاج وقفة تأمل.... وربما كشفت تلك الظروف مالم تتوقع..
وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب:
سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من منكم يعرف فلان؟ فاجابه احدهم وقال: انا، قال له عمر بن الخطاب: هل عاشرته في سفر؟ قال له:لا قال له: هل عاشرته في تجارة؟ قال له: لا قال له:اذن انت جار له. قال له:لا قال له:اذن رايته في المسجد يقوم ويرفع راسه .قال له:نعم قال له:اذن انت لاتعرفه.)
وللحديث بقية
ميسم 3-7- 2016