لازلت أحلم
لا زلت أحلم بالوعود و في كل الأحيان
متى ستأتين ؟؟
صدى ذاك السؤال يقض مضاجع مقلتيَّ
على أعتاب وعدك صليتُ بحرقة الفؤاد
و زرعت آمالي على جنبات طريق اللقاء
و تعانقت أغصان الخيال و أورقت عصيانَ الحلم
مضى أيلول و لم تمطري
تبخرت واحات صبري
فأمطرت قطرات اليأس
لا زلت أرقب كل درب
أطل من شرفات قلبي
بحثا عنك تلاطمت أمواج الخطا
لا زلت أحلم
أساهر الليل و النجمات
و الأمنيات البيض يأسرنني خلف قضبان الوعود
هل بت نجمة في السماء
أم خلف أفلاك المستحيل
و كيف الوصول إليك فنبئيني ..كيف الوصول
لا زلت أحلم
لا زال عطرك يسري بين أوردتي
و بحروف اسمك لازلت أتغنى
لا زال ملمس شعرك الحريري يجوب خلايا جلدي
لا زال يقبع في بطن فنجانك المهجور صلصال قهوتك العطرة
لو تعلمين ...
لا زال و عدك _يا فرحتي_ كالميثاق يحجزني و يبعدني عن جميع الموانئ
ولا زلت أغزل من وعدك الفضي وشاح الرجاء..
ألقيه على عيون السدود التي تحول دون انفجار الدموع
لا زلت أحلم ..
ناديت باسمك في رحم شوارع الذكريات العقيم
و غفا على كتف الهضاب الصدى
هل تذكرين ..؟؟
كيف كنا نفترش السهول
و تداعب الأزهار وجنينا
فتارة نعد النجوم
و أخرى للغيمات مسابقين
كانت عيونك بحر ألاقي بعمقه كل الدرر
قد كنت أشعل من وهج حبك شمعات الأمل
و بين كفيك أدفن كل محال
كنت الندى ..كنت المدى ..
كنت من الله أحلى هدية ..
لا زلت أحلم ..
متى ستأتين ..؟
تحت شمس الغياب جفت حدائق الورود
و ضياء وجهك يلوح من بين السحاب
يناديني ..
و ليتك تعلمين ..
بأني على العهد باقٍ
و أني لا زلت أحيا بذكرك
لا زلت أحلم..
أيا شريكة الأنفاس
أعلم أنك خلف المحال
وكل الدروب إليك قصية
و أعلم أن السبيل إلى جنانك بات رحاب الفناء ..
فهيا إلى الموت هيا ..و هيا...
لا زلت أحلم أن نلتقي كي أضم المنى.