دخول ( أل ) على الفعل المضارع
لم نألف شاعراً أو أديباً قد استعمل الحرف ( أل ) على الأفعال المضارعة البتة , ولما قمت بالبحث حول دخول ( أل ) التعريف على (غير ) مثلاً , وجدنا المبررات لذلك , أما أن يستعمل الشاعر المعاصر هذا الحرف ( أل) ليدل معناه على ( الذي ) فهذا مستهجن وغريب جداً , وقد قرأت أبحاثاً متعددة حول ذلك , فتبين أن ذلك يعود إلى لهجات عربية قديمة , وأكثر ما تستعمل هذه في لهجات العراق , وهي تعني ( الذي ) تماماً كما يستعمل العامة كلمة ) إللي ) بمعنى (الذي) , ولكن أن يستعمل ( أل) الموصولة على الفعل المضارع في هذا العصر , فذاك يعود إلى أسباب منها:
1 ــ إما أن يكون لضرورة شعرية , وهذا يدل على ضعف الشاعر , فبالإمكان استعمال الكلمات الصريحة التي تغنيه عن مثل هذه الضرورة الشعرية المستهجنة والمستغربة .
2 ــ وإما هي استعراض عضلات لإظهار قوة الشاعر الثقافية , وهذا أمر لا ينبغي حدوثه .
3 ــ وإما هي من أدوات الشاعر العراقي الذي تعوّد على استعمالها , لإجل إحياء ما طمس من لهجات قديمة , وهذا أيضاً لا نحتاجه , لأن اللهجات العربية القديمة كانت غريبة ومتعددة ومستهجنة , فكانوا يستبدلون حرف الحاء إلى عين , مثل ( حتى حين ) كانوا يلفظونها ( عتى حين ) وهذه لغة هذيل , وقد اشتهرت عدة لهجات غريبة ومعقدة في الجاهلية ورفض العرب استعمالها واكتفوا بلغتهم الموحدة وهي لغة قريش / وكان اشهر هذه اللهجات : الكسكسة , والكشكشة , والاستنطاء , والعجرفية , والعجعجة , والتلتلة , والشنشنة , والطمطمة , والفخفخة , والقطعة , وغيرها ( 1 ) .
ومثل هذه اللهجات وتعددها لا تعتبر حضارية , بل قد تسبب إلى ضياع جوهر اللغة العربية .
لذا فأنا أنصح الشعراء الفطاحل بعدم اللجوء إلى مستغرب الألفاظ , أو إلى غريب المعاني حتى ولو كانت عربية , لأن المقصود في البلاغة العربية هو الإيضاح ووصول الرسالة الشعرية إلى المتلقي بيسر دون تعقيد , شكراً لكم , مع أغلى التحايا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
( 1 ) : ( نقلت من كتاب ( النظرية الحديثة للنبر الشعري , صفحة 29 ) تأليف غالب الغول 1999 م /