أهل الكهف
(ليست القصيدة الحديثة مجرد شكل
من أشكال التعبير وإنما هي ايضا
شكل من أشكال الوجود)
أدونيس
***
كل الذين خرجوا
ليغتسلوا في شعاع الشمس
عادوا إلى الكهوف من جديد
أحرقت جفونهم
رياح الملح
والمفاجأة
وتقاسيم المجهول
***
لملموا أجنحة أحلامهم العارية
وأطراف أصابعهم الباردة
وركضوا
باتجاه الاجوبة الجاهزة
وأحرقوا الأسئلة
ودفاتر الفوضى
وناموا تحت أغطية
وباقات زهر
بلا رائحة
***
قريبا من السطح
بعيدا عن الأعماق
في طقس مفعم
بالتوابل
والبخور
دون علامات إ ستفهام
عن أي شيء
يحرض على القلق
أو يوحي بالوجود
***
هذا لأنهم
خططوا منذ البدء للفرار
ولم يبتعدوا
عن طريق اللا عودة قليلا
لأنهم يخافون
مم لا يشبههم..
ويسيرون خلف السائرين
دون عيون
***
لا أعرفهم كلهم
لكن بعضهم
ينام فوق ساعدي
ويلبس ثيابي
وأراه
كلما بحثت في العتمة
عن غطاء
سحبه عني
جسد أكثر برودةً من جسدي
في هذا الكهف
***