كيف يخاف ثائر و محرر من قبر مجنون دكتاتور؟
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي مقاوم
يقولون إنهم ثاروا عليه وتحالفوا مع الرحمن والشيطان ليقضوا عليه لأنه مجرم, وهم يقولون انه قاتل سفاح دمر الأرض والعرض واستباح المحرمات ..يقولون انه قطع النسل واقتلع جذور الإحسان والمعروف وأوقف كل مظاهر ومقومات النماء والازدهار ..
يقولون انه ما بنى بيتا ولا عمر مسجدا ولا أسس جامعه ولا عبد طريقا . يدعون انه ما عرف للتصنيع والصناعة دربا ولا منهجا ولا مسلكا ولا أدرك للزراعة ولا للزرع تربة ولا أرضا ..لم يطور مؤسسة ولا علم الأجيال ولا حمى أرضا ولا عرضا بل يزيدون انه انتهك كل الإعراض واغتصب ثلاثة أرباع النساء في اقل تقدير.
يصفونه بأنه قاتل محترف ولص نهاب سلاب ..ذبح المعارضة والمعارضين وأجرم بحق الوطن والوطنيين..أغلق منافذ الديمقراطية العزيزة وأرسل الديمقراطيين الأحبة من مصطفى عبد الجليل إلى احمد جبريل وما بينهم وما هو خارج وصفهم إلى العدم ..عادى شعوب الأرض كلها , مغربها ومشرقها , وما مد للمعروف والطيبة والإحسان حبلا لا مع انس ولا مع جان..يقولون انه رجل سمى الأشياء بغير مسمياتها ووسم الجباه الشريفة بقار العار.
يقولون انه جوع شعبه وسلط عليهم الكلاب والضباع والذئاب
يقولون انه ملاء الأرض فجورا وفسوقا وإسفاف ...
يقولون انه اعتقل وسجن ثلاثة أرباع الشعب وقتل في مجازر وحشية نصف من سجنهم
بشرونا انه يهودي الأصل وهم يستخدمون سلاح اليهود والنصارى لاغتياله هو ونظامه..وصليبي وهم من جاء من بلدان لا يخلو صدر من صدور أهلها تساءا ورجال من الصليب ..ووصفوه مرة ثالثة بأنه مرتد عن الإسلام وهم اغتصبوه ووضعوا قضبان الحديد في خلفيته وقتلوه ومثلوا بجثته وعرضوه على عيون مسلمة جدا حتى تحللت وفاحت منها روائح اللحم المتحلل في أعظم برهان على تدينهم واعتناقهم للإسلام الحنيف...هم قدموا سيرته الذاتية على انه بلا دين ولا مذهب وهم من قام بخصيه وهو أسير لا حول له ولا قوة ليبرهنوا للعالم اجمع أنهم أهل دين!! وإنهم ثوار يتحلون بأخلاق الثوار الفاضلة وحلم الرجال الشجعان!!.
إذا كان للرجل كل هذا التاريخ الأسود ..إذا كان الرجل لا يمتلك من يترحم على روحه ..فلماذا يخافون من قبره فيدفنونه في كنف الصحراء ومجاهيلها؟؟؟؟
إذا كان كل شعبه يعرفه بهذه الخسة والبشاعة والشيطانية فلم يخافونه ميتا ويدفنونه في مكان مجهول؟ وهل يعقل أن يخاف من يدعون أنهم الأحرار الثوار النجباء من قبر دكتاتور مجنون؟؟
متى تنتفض الأمة العربية وتقاتل أدعياء الدين وتجار الثورات عبيد السلطة وخدم الامبريالية والصهيونية؟ متى يفرز بعض العرب بين خيط الكذب الذي يمرر عليهم بيسر ويدمر أمتهم وبين مسالك لحقهم وإرادتهم ووجودهم يفرطون بها تحت سيل التزوير الذي لا يمرر إلا على قليلي خبرة وضعيفي تدبير ؟
اليقين إن زمن الانحطاط سيعبر وان عقل الأمة سيبقى هو الأرجح والقادر على إعلان الصلة بين أدعياء الدين في ليبيا وفي العراق وتونس ومصر وسوريا واليمن وان قبور أبناءها الشهداء الإبرار في كل إرجاءها ستتحول إلى مزارات شاء من شاء وأبى من أبى يوم تنتفض في صدور العرب ثورتهم الحقيقية