السلام عليكم:
ورد في كتاب:
:"دراسات في النقد العربي" للدكتور "محمود الربداوي"أستاذ النقد والادب العربي في جامعة دمشق قديما .وهو كتاب قيم جدا يستحضر زوايا عميقة في أدبنا لم يبحثها باحثونا جيدا وبعناية:
ذكر للبديعيات في الشعر:
ومفردها "بديعة" وهي قصيدة طويلة يتوخى فيها الناظم أن يحشد كل أنواع البديع بمفهومه الواسع ,أي ألوان علم البديع ,وعلم المعاني,ويعمد إلى إيداع كل لون من هذه الألوان في بيت من أبيات القصيدة,وقد درج المتأخرون من نظّام البديعيات على
عدم الاقتصار على الصورة البديعية في البيت أو البيانية مع ذكر اسمها الصطلح عليه في هذين الفنين,وقد تعارف نظام البديعيات على أن يلتزموا فيها أربع خصائص:
1- أن تكون في مدح الرسول (ص)
2-أن يختار لها البحر البسيط.
3-أن تكون قافيتها الميم المكسورة.
4-أن يتضمن كل بيت فيها نوعا من أنواع البديع,وأن يصرح باسم ذلك النو.
وهو فن متأخر في الأدب العربي والبلاغة يعود نشوءها إلى القرن الثامن الهجري ويذهب بعض النقاد على أن صفي الدين الحلي هو ناظم أول بديعية في تاريخ الأدب العربي,على حين يذهب آخرون إلى أن الشاعر القدير ابن جابر الاندلسي هو أول من سن للناس سنة البديعيات هذه,ومهما يكن كمن أمر هذه الأولية فإن نشوء هذا الفن مدين إلى قصيدة البوصيري الميمية في مدح الرسول (ص),فهي التي أعطت للبديعية ثلاث خصائص من خصائصها الأساسية الأربع ,وأن كلا من صفي الدين الحلي وابن جابر الاندلسي يصرح بأنه حاكى قصيدة البوصيري’وتأثر بها شكلا ومضمونا ,ثم زاد على هذه المحاكاة عنصر البديع .
وازدهرالبديعيات وكثرت دا في القرون التي تلت القرن الثامن حتى أصبحت فنا قائما بذاته.وقد شرحها:بكتابه المسمى (خزانة الأدب" البالغ 571 ص من القطع الكبير وغدت هذه الشروح معرضا ضم القواعد البلاغية بجانب الآراء النقدية والأخبار القصصية’فضلا ن النماذج الشعرية المفضلة بذلك.
ص 159
وان اشهر اعلاما:الحلي والاندلسي وابن حجة الحموي وعز الدين الموصلي وغيرهم.
قال ابن حجة في تعريف البلاغة في كتابه خزانة الأدب:
هو ان ياتي الاعر في البيت الواحد بعدة انواع من البديع أو في الفقرة الواحدة من النثر ,وربما كان في الكلمة الواحدة ضربان من البديع ,ومتى لم يكن كذلك فليس بإبداع.
وتعد الآية:
تحوي على 10 الوان.
( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ( 44 ) . من سورة هود
ريمه الخاني 27-4-2013