هيفاء عبد الحي وتكوينات إنسانية تعبيرية: النحت... يأخذني إلى البعيد
أقامت الفنانة التشكيلية هيفاء عبد الحي معرضها الجديد في صالة «دار المدى» في كانون الثاني من العام الحالي، وهي متخصصة بفن النحت، اتّسم المعرض بالشفافية والرومانسية وانسيابية الموضوع الانساني، الذي خيّم عليه، اذ عالجت الفنانة هيفاء عَبْر منحوتاتها حالات افرادية للمرأة، تومىء ثنايا جسدها بانفعالاتها وهواجسها.. كما صوّرت في ثنائياتها ولوحاتها الجماعية حالات انسانية مختلفة.. البعث التقتها وتحاورت معها حول معرضها الأخير ومشروعها القادم.
< خيّم العنصر الانساني على معرضك الجديد.. فما الشيء الجديد الذي أضفتِه.. لا سيما أنه اتّسم بتنوّع المجسمات الافرادية والثنائية والجماعية والنصفية اضافةً الى مجسمات صغيرة جداً، تعرض ومضات انسانية مثل الوحدة- العزلة- الطيف.. فما دلالة ذلك؟؟؟.
<< معرضي تكوّينات انسانية واقعية تعبيرية، تخضع لانطباعاتي ورؤيتي ومساحات أحلامي، وقد خصصت هذا المعرض للعنصر الانساني المتفرد دون التحامه بالطبيعة أو النبات أو الحيوان... كما قلتُ لكِ: أردتُ أن ترصد تكويناتي حالات انسانية تعيشها المرأة بدائرة الحياة سواء بصورتها الفردية، اذ عبّرتُ عبر ثنايا جسدها عن انفعالات وهواجسها وأحلامها التي ربما تتحقق وربما لا.. وكذلك عبر ثنائيتها مع الرجل التي توحي بالحب والمعاني الانسانية، وكذلك اللوحات الجماعية، التي اسميتُ إحداها الملحمة، وقصدتُ منها ملحمة الحياة التي تجمع ثنائية الرجل والمرأة في دائرة الحياة الصاخبة ورمزتُ بتشابكات أصابعهم الى العلاقات التي تربطنا بالآخرين من خلال الخير والشر، أو الحب والكره أو الوفاق والخلاف، وفي اللوحة البيضاء دائرة الحياة ككل بكل معانيها وتركتُ فيها فراغات بيضاء واسعة، أما المجسمات الصغيرة فترصد ومضة بارقة أو خاطرة تعبيرية مثل الحلم، الطيف، وحاولتُ عبر مساحاتها الصغيرة جداً التعبير عن حالة انسانية نعيشها في مرحلة من المراحل مثل العزلة- الوحدة- الحلم- القلق- التوتر- الانتظار... أشياء كثيرة تومىء بها.
< نلاحظ تنوّع التقنيات في معرضك «الخشب- الحجر- الرولييف»، كما برعت بتجسيد ملامح الوجه الدقيقة والجزئيات والتفاصيل «الأصابع- الأذرع»- وصوّرت انحناءات المرأة بطريقة تعبيرية.. فماذا تقولين عن التقنيات التي استخدمتها؟؟.
<< استخدمتُ تقنيات متنوعة أولها الحفر على الخشب مثل خشب الزيتون، والسوّيد والزان والجوز، وأحب استخدام الخشب لأنه لا يُكسر بسهولة وأنسجته قوية ومتماسكة، والعمل عليه أصعب من الحفر على الحجر وعلى الفايبر، ويحتاج الى تنظيف وتلوين، اعتمدتُ عليه في المجسمات الافرادية والثنائية، أما الفايبر «الرولييف» الحفر النافر، وهو تقنية تبدأ بعجينة الطين، ثم تُصب بقوالب، استعملها للتفاصيل الدقيقة مثل الأصابع والأذرع الرفيعة، وأرى أن هذه التقنية تعطيني بعداً واسعاً ومساحةً للتعبير وفق رؤيتي.. بينما الحجر استخدمته للمجسمات الافرادية «المرأة» وأظهرتُ من خلال الملامح الدقيقة جداً للوجه، مثل العين والأنف والفم وللثنائية أيضاً، وفيه أطوّع حركة المجسم وأنحت تفاصيله بدقة.. ويحتاج العمل بالحجر الى وقت طويل وهو صعب ، وأصعب ما فيه الغبار التي تنشأ عنه أثناء النحت، وقد نفذتُ هذه المنحوتات في مشغل الأستاذ فؤاد أبو عساف ووفق اشرافه.
< هل تلوح في خاطرك فكرة المشروع الجديد؟؟.
<< في مشروعي الجديد سأستمر بطرح فكرة العنصر الانساني، لكنني سأترك مساحات واسعة للفراغات البيضاء، وسأعمل على تجسيد مجسمات أكبر وأكثر مساحةً وتوحي بأفق جماعية متحدة.
< بعيداً عن النحت... هل تحبين الرسم وماذا ترسمين؟!.
<< أحب الرسم الزيتي وتستهويني المشاهد الطبيعية ، لكنني سأرسمها أيضاً بطريقة واقعية تعبيرية وفق رؤيتي وانطباعاتي.
حوار وتصوير: مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=496&a=45580