البحرالحليم الغضوب
يا بحراً جادَ من الباري ... يا مهداً يجري بجَوارٍ
ما أروعَ موجاً جرَّاراً ... يحمل أعلاماً بسَوارٍ
كنزٌ في كنز مستور .... ينثرهُ نثْرَ الأزهار
من لؤلئه دوماً نزهو ... يقذف أصدافاً بجِوارٍ
مَكْمَنُ مسك أو مرجان...يُجنى بشجاع غوَّار
بوقار قد يبدي حِلْماً ...حلْم العلماءِ الأبرارِ
زرقتُه تعكس ألواناً.... طيف سماءٍ أو أقمارٍ
ما أجمله ، ما أكرمه .... يطعم أسماكاً وحَواري
حيناً يرنو لمخاطبتي... يسمع لهْجي بل وحِواري
قد يغضب لله حزيناً ... أو يغضب غضب الثوار
إنْ خاصم يزبد أو يرعد ... يقذف أمواجاً بمَحارٍ
أمواجٌ كجبال سارت ... سير خَمور في دَوَّارِ
إن تركبْه فسمِّ اللهَ ... واخلص بنوايا الأحرار
إن في حج أو مرحمة.... واذكر دوماً اسم الباري
ولبَخْرُ البحر له غيث ... يرسله فوق الأمصار
ليغيث به أرضاً عطشى ... وينزِّلَ ماء الأمطار
وبطون الأرض لها شربت ... ثم انفجرت بالأنهار
فلَحلو الماء ومالحه ... هبة من ربٍ جبار
لله تجلت أسماء .... من واسع ماجد قهار
واشكر رباً ما أكرمه ...واسبح في بحر الغفار
وصلاة عطِّرْها دوماً....لمحمدِ نور الأنوار
والحمد لله رب العالمين