هل تذكر ..
حين صنعت لأحلامي جناحين

حلقتُ بعيدا..
جاورت المشتري

وأحترقت أجنحتي ..لكن من قال

بأن العصفورة تنجو من الموت

اذا لاذت..
بفضاءات الخوف

وأنتعلت أضغاث الطيران

هل تذكر ..
حين طبعت على ناصيتي

من كل بحور قريض
جرحين و (بيتين)
أندمل الجرح وتلاشى ..
لكنه ظل ينز..ينز
رعود القلب بسهمين

هل تذكر ..
حين جعلتني تمثالا للحرية

وكبلت دموعي بأغلال الثلج ..

ثم عصرت الجمر
على أوراقي الخضراء

زحف السهد على أجفاني

و الجدب على أحلامي
لمدة حولين..

هل تذكر ...
حين منحتني جائزة الصبر

وضربت بي الأمثال ..
ولثمت هديلي

ثم سألتني كيف يغني البلبل

ان كان على منقاره ترس
يلتف بقسوة الى حد اللين
على ودجين ...


هل تذكر ..
حين تكحلت أهدابي

(باللقالق الورقية)...

و وطأتُ باقدامي
تمثال (ساداكو ساسي)

في هيروشيما ..
كي أتباهى
إني أكثر ألما وخسارة
منذ مرور العهدين

هل تذكر ..
حين تفوقت على تشرنوبل

في جملة أوجاعي
وتدربت أقدامي على السير
فوق رؤوس مسامير

أصقلها اللمعان رمادا
في العقدين ...

هل تذكر ...
حين وضعت على رأسي
أكاليل الصمت ..

أضحت كلماتي سوار الريح ..

والريح هباء
تمتطي إدغام المعنى

وتملس مائدتي
بأصابع مملكة الفردوس ...

كحدائق أعناب يرتاد نسيمها أصنافا..

تمتد الى جيدي سواعدها
إثنين إثنين ...

لا تتناول في أحلامك رائحتي

فأنا لست لإستعمال الظن

ما مر وشاحي يوما ..

من بوابة مصبغة الألوان

أما الآن نسيت دمار الفرحة

و هزائمي في العيدين .



*ساحة السلام التذكارية بهيروشيما وتمثال ساداكو ساساكي. ذكرى اللقالق الورقية التي صنعتها الطفلة اليابانية لاحقت ذاكرة الشاعر لأشهر وألهمته ليكتب قصيدة تبدأ بالأسطر التي أصبحت ملء السمع والبصر: "يبدو لي أحياناً أن جنودنا الذين لم يعودوا من ميادين الوغى، لم يخلدوا إلى أسِرّة المجد بل تحولوا إلى لقالق ورقية... "
قصيدة اللقالق (بالروسية: Zhuravli ) هي واحدة من أشهر الأغاني الروسية التي أتت من الحرب العالمية الثانية.
اللقالق قصيدة ألفها الشاعر الداغستاني رسول حمزتوف، عندما زار هيروشيما، واُخذ بمنظر ساحة السلام التذكارية بهيروشيما وتمثال ساداكو ساساكي.
يقول حمزاتوف: "إن الشاعر الذي يعتبره القراء في بلاده المتحدث الرسمي باسمهم لهو شاعر سعيد.. ولا قياس للإنسان أفضل من عمله".
ويقول: "شيئان في الدنيا يستحقان المنازعات الكبيرة.. وطن حنون وامرأة رائعة.."،