هل يحق لأي شخص أن يبيع جثث الأموات على الانترنت!؟ يعتبر الكثير من الأشخاص أن هذا الأمر غير صائب مطلقاً ويمس باحترام الميت، فلا يحق لأي شخص أن يبيع الجثث البشرية. فقد برز اعلان على الانترنت صدم الوجدان وأثار قشعريرة كل من قرأه، حيث كتب غونتر فون هاجينس: " جثث بشرية للبيع على الإنترنت".
صاحب العرض غير المسبوق في عالم التجارة العلنية بالبشر، سبق أن أثار جدلا عاصفا في أوساط مختلفة الاتجاهات، عندما تنقل العام الماضي بمعرضه الخاص للهياكل العظمية في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، أسماه "جثثنا" (Our Body). وقد شجعه نجاح معرضه السابق في تنظيم معرضه الجديد، وجعله معرضا متكاملا لـ"البضاعة" المخصصة للبيع، فاستحدث موقعا خاصا للترويج لتجارته.
وقد انطلق "المعرض" في الثالث من نوفمبر الجاري، متضمنا لوائح مفصلة بالموجودات والأسعار. فالجثة الكاملة ثمنها 70 ألف يورو، والجمجمة بـ 22 ألفا. أما القدمان أو الذراعان فثمن كل منهما 10 آلاف يورو.. ومن يفضل جثث الحيوانات يجد ضالته لدى الدكتور غونتر، المستعد لتوفير الطلبات، "بشرط أن يكون المشتري من العاملين في ميدان علم الأحياء والاختصاصيين في الطب، على أن يشفع من يريد الشراء طلبه بـ"عهد شرف" يقر فيه بأنه لن يستخدم الجثث أو الأعضاء البشرية في غايات مشينة.
الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا تصدّت بالإدانة لهذه التجارة المقززة، مذكرة من لا يزال يتمتع بحد أدنى من الحس السليم، بأن "كرامة جسد الإنسان لا يجوز المس بها، وهي قيمة قائمة بذاتها لا تنتهي بموت صاحبها، والسماح بالمتاجرة بجثث الموتى يدعونا لطرح التساؤل عما إذا كان ذلك مدخلا لإباحة انتهاك كرامة النفس البشرية وهي حية".
لكن حملة الاستنكار لم تمنع الدكتور غونتر من أن يجني الملايين من "معرضه" هذا الذي عرف إقبالا من المهتمين في ألمانيا نفسها، كما في فرنسا وأسبانيا والولايات المتحدة. وهو آسف لما تتلقاه "مبادرته" من انتقادات، لافتا إلى أنه كاختصاصي في علم التشريح تتعرف عليه أميركا وتتعامل معه باحترام، في حين أنه في بلده ألمانيا لا يلقى ما يستحق من تقدير.
http://knspal.net/arabic/index.php?act=Show&id=15277