بيانات الديوان الصليبـــي
إشارة البدء كانت من بابا هلك في الغابرين
.................................................. ........... ( جمع وترتيب إ : مــــ )
كانت إشارة بدء الحروب الصليبية تلك الرسالة التي أرسلها الإمبراطور ( الكسيوس كومنين ) إلى بابا روما ( أربان ) يستصرخه لحرب المسلمين الذين صارت لهم بيت المقدس وأنطاكية والرها وقد تصبح مدينة القسطنطينية نفسها في أيديهم . وحثه على إعلان حرب مقدسة وطلب نجدته والغرب اللاتيني لإنقاذ الإمبراطورية الشرقية وكنائسها وأهلها المسيحيين .
وصرخ البابا في تجمع من الملوك والأمراء والقساوسة : " لقد كنتم تحاولون من غير جدوى إثارة نيران الحروب والفتن فيما بينكم ... فالآن اذهبوا وأزعجوا المسلمين وخلصوا البلاد المقدسة من أيديهم .. وامتلكها لأنفسكم فإنها كما تقول التوراة ( تفيض لبنا وعسلا ) " .
وأعلن البابا أن كل من يشترك في هذه الحملات تغفر له ذنوبه ، ويدخل في حماية الكنيسة ، ومن ثم ملكوت السماء . مغفورة خطاياه . وعلى الذين يضعون صليبا من القماش الأحمر على ملابسهم من ناحية الكتف أن يتجهوا إلى الشرق والرمز المقدس يعلن مشاركتهم في الحرب . أما إذا ترددوا وتقاعسوا فإن عقوبتهم الطرد من الكنيسة حتى الحرمان .
أما ( بطرس الناسك ) فقد راح على حماره الأعرج وفي ثيابه المهلهلة وقدميه العاريتين يحث الناس على قتال ( الكفار ) ويقود مجموعة من الأساقفة تلهب حماس المسيحيين إلى الحرب المقدسة .
وتحرك زعيم صليبي آخر هو ( والتر المفلس ) يثير الجموع الصليبية .
وصلت جموع الصليبيين إلى القسطنطينية ثم زحفوا على أراضي السلاجقة ، لكن المسلمون لاقوهم عند ( نيقيا ) وأفنوهم على بكرة أبيهم عام ( 489هـ - 1096م ) .
واستمرت الحروب الصليبية المنظمة – منذ الحملة الأولى التي نظمها البابا بنفسه وحتى الحملة الصليبية الثامنة – قرنين من الزمان حيث سقط العدوان الصليبي عام ( 1291م ) .
جاء الصليبيون – إذن – معلنين وليسوا متسترين وراء صليب المسيح . الصليب أولا ، والعسل ثانيا .. وكذب مزوروا التاريخ .
.................................
المرجع : المسألة الشرقية ( محمود ثابت الشاذلي ) صــ31-32 .
صورة البابا اوربان الثاني يدعو إلى الحملة الصليبية الأولى في مجلس كلرمونت بفرنسا العلمانية وراعية الكاثوليكية العالمية